اعتاد سكان أحياء القطيف منذ القدم على صوت(الهلاهل) والزغاريد مصحوبا بالقرع الإيقاعي، مؤذنا بأن حماما لعروس جديدة على وشك أن يبدأ، ففي واحة تزدهر بالنخيل و تكثر فيها العيون، درجت عادات مختلفة للزواج، فقبل حفل الزفاف ببضعة أيام يرافق العروس جماعة من أهلها وجيرانها إلى إحدى عيون الماء المخصصة للنساء، فيقمن بتجهيزها و رشها بالطيب و بعد ذلك يعدنها إلى بيت أهلها بالزغاريد كما أخذنها، و يرافق أهل العريس ابنهم في رحلة مشابهة، مازال بعض هذه العادات موجودا حتى يومنا هذا. ثلاثة أعراس تقول أم علي ( 65 عاما) أنه و في الليلة التالية و لمدة ثلاث ليال تبدأ جلسات وضع الحناء على اليدين والرجلين ،تكون العروس خلالها مغطاة الوجه بقطعة قماش رقيقة ولا تكشف عنه إلا يوم الزفاف، و توضح” تغطيه كي لا تفقد رونقها”و تضيف ” في ليلة الزفاف كانت تقام ثلاثة أعراس منفصلة، واحد للرجال، وعرس للنساء من أهل العريس ، و عرس للنساء يقيمه أهل العروس”. وتوضح أم علي كيف ترش صينية بالأرز و الريحان و يطلب من العروس أن تمر فوقها حافية القدمين، فور دخولها مكان الحفل و يقال لها “دوسي الخضرة مو الغبرة” أي الخضراء لا القاتمة كي تكون حياتها سعيدة و مزهرة. غسل الأقدام وتضيف أم علي أن المرحلة التالية هي غسل قدمي الزوجين الحديثين معا، فبعد انتهاء الحفل تزف العروس إلى منزل أهل زوجها حيث ستقيم، وهناك يستقبلونها و في مقدمتهم العريس، فتجلس إلى جواره ثم تقوم امرأة كبيرة في السن وتكون غالبا الجدة بمطابقة باطن القدم اليمين للزوج مع باطن القدم اليمين للزوجة، وبعد ذلك يصب عليهما خليط مكون من ماء الورد وماء القراح مع بعض العملات المعدنية، ويعتقد أنهم إذا فعلوا ذلك خرج الفقر من منزل الزوجية وحلت مكانها الخير والبركة. تطابق قدمي الزوجين و توضح أم رضي كيف تطورت هذه العادة، ففي الماضي كانت توضع قدم الزوج فوق قدم الزوجة دلالة على سيادته عليها، أما الآن فتطابق القدمين معا بحيث يتساوى مستوى إبهام الرجل مع مستوى إبهام المرأة، لأنه لا فرق بينهما.وتقول أم جاسم”توضع (العذرة) في غرفة نوم العروسين قبل دخولهما قريبا من الرأس، والعذرة تتكون من الأرز والدبس وتوضع على النار حتى يستوي الأرز ثم تضاف لها الزبدة”.