على رغم أن مستشفيات وجامعات أهلية وحكومية مثل جامعة الأميرة نورة تضم نوادٍ رياضية نسائية متكاملة، إلا أن وزارة الشؤون البلدية والقروية لا تزال مصرة على عدم منح تراخيص لفتح أندية نسائية مستقلة بذاتها. وأمام هذا الواقع تبرز مطالبات نسائية بافتتاح أندية رياضية في كل حي، خصوصاً أن اشتداد حرارة الصيف يجعل من رياضة المشي أمراً مستحيلاً، وبالتالي يصبح وجود النادي أمراً ضرورياً. وأبدت سيدة الأعمال نوال العنزي استياءها من عدم تحديث وزارة الشؤون البلدية أنظمتها لمنح تصاريح فتح نوادي رياضية نسائية، بدلاً مما يحدث الآن من افتتاح أندية في المستشفيات والجامعات. وقالت ل«الحياة»: «ليس لدي رأس مال كاف لبناء مشاريع صحية وتعليمية كبرى، حتى استطيع افتتاح ناد رياضي، وبالتالي قوبل طلبي بافتتاح سلسلة من النوادي الرياضية المتخصصة في كل منطقة، برفض من البلدية، بحجة عدم ورود بند خاص به ضمن نظام ولوائح الوزارة». واستغربت وجود قرارات من جهات رسمية في هذا الخصوص مثل توصية مجلس الشورى، إضافة إلى توجه مختلف الوزارات لتفعيل دور النوادي الرياضية، في حين أن وزارة الشؤون البلدية تمتنع عن منح تصاريح نوادي حتى الآن، مؤكدة أن ذلك يجعل المواطن أمام حال من الازدواجية. وشددت مرشدة طلابية (فضلت عدم ذكر اسمها) على أهمية افتتاح أندية رياضية، مضيفة أن من شأن ذلك تقليص حال الفراغ التي تعيشها معظم الطالبات، وتوجيه طاقاتهم الحركية والذهنية بما ينفعهم، بدلاً من تبديد أوقاتهن في مشاهدة برامج ومسلسلات أجنبية لا تفيد في شيء. أما ريم محمد (26 عاماً) التي تتدرب في أحد النوادي الرياضية فأكدت أهمية الأندية الرياضية. وقالت: «لم يكسبني النادي جسماً ممشوقاً فقط، بل تكوين صداقات وكسر روتين المنزل، ما حسن من مزاجي وقلص من شعوري بالاكتئاب الذي كنت أعاني منه». وأشارت إلى أن صورة النادي النسائي لا تزال سيئة في عيون بعض أفراد المجتمع، بحجة ممارسة تمارين عنيفة وغياب الاحتشام في ما ترتديه المتدربات «على رغم أننا نرتدي لباساً محتشماً، كما هو حال كثير من الفتيات أثناء زيارة زميلاتهن، إضافة إلى مبادرة كثير منهن إلى ممارسة رياضة الكرة في ملاعب الاستراحات المستأجرة، بل إن تكشف عورات بعض المدعوات في قاعات الاحتفالات والزواج بسبب ارتدائهن ملابس قصيرة وشفافة، يجعل من لباس النادي الرياضي أحشم واستر بكثير منها». وعن طبيعة البرامج التي يقدمها النادي، أشارت إلى أنها تتفاوت بين حصة للرياضة السويدية وأخرى للسباحة وثالثة لرياضة الأجهزة ورابعة للايروبكس موزعة ضمن جداول معينة خلال الأسبوع، في حين يبلغ سعر الاشتراك في النادي 700 ريال شهرياً. أما أروى سالم (19عاماً) فاتخذت من ممشى طريق الملك عبدالله وعدد من المجمعات التجارية مقراً لممارسة رياضة المشي التي تفضلها عن الرياضة في الأندية. وأضافت: «على رغم ما أتعرض له من معاكسات من البعض وعدم راحتي لوجودي في مكان عام، إلا أن ضيق مساحة المنزل وشعوري بالملل من المشي وحدي، دفعني وزميلاتي إلى ممارستها خارجاً»، داعية إلى تخصيص أماكن لممارسة الرياضة بشرط ألا تكون رياضات عنيفة. من جهتها، ركزت اختصاصية التغذية والحمية هنادي الثقفي على أهمية النوادي الرياضية في المساعدة على الاحتفاظ بصحة جيدة، مشيرة إلى أن إرادة الفتاة ورغبتها في تخفيف وزنها عن طريق ممارستها الرياضة، وإتباعها حمية غذائية معينة يلعب دوراً كبيراً في تخفيف وزنها وتحسين مزاجها. وقالت: «على رغم أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية عام 2005م، تشير إلى معاناة ما لا يقل عن 1.6 بليون إنسان حول العالم من فرط الوزن، و400 مليون من السمنة وتوقعاتها أيضاً ارتفاع هذه النسبة إلى 2.3 بليون، وانتشار السمنة في الولاياتالمتحدة التي تحتوي على كم هائل من الأندية الرياضية بين 40 في المئة من النساء و35 في المئة من الرجال، إلا أن ذلك ليس سبباً لتعنت بعض المتشددين ومعارضتهم فتح النوادي الرياضية. في حين أكدت ناجية عبدالرحمن المدربة في أحد الأندية الرياضية التابعة لمستشفى أهلي، أن ممارسة الرياضة من شأنها الوقاية من أمراض كثيرة مثل الروماتيزم والمفاصل وأمراض تصلب الشرايين، وتقوية عضلة القلب وخفض ضغط الدم وتحسن المزاج وتقلص مرض الاكتئاب، إضافة إلى الحفاظ على قوام الجسم متناسقاً ومشدوداً، بشرط أن تخلو الرياضة من رفع الأثقال وغيرها من تلك التي تؤثر على أنوثة المرأة». مسؤول بلدي: افتتاح أندية قريباً أكد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في بلدية محافظة الخرج إبراهيم قاسم أن وزارة الشؤون البلدية بصدد منح تراخيص لإقامة أندية نسائية. وقال ل«الحياة»: «لا يوجد في أنظمة ولوائح البلدية حالياً بند نستطيع من خلاله منح تراخيص افتتاح أندية نسائية، لكن الوزارة بصدد تفعيل إجراءات فتحها تبعاً لدراسة أجرتها». وشدد على أن الأندية الرياضية في المشاغل النسائية ممنوعة، وفي حال اكتشاف مشاغل نسائية، أو غيرها من المنشآت يحتوي نشاطها على أندية رياضية يتم تحرير مخالفة بحقها. وفيما يتعلق بالمؤسسات التعليمية والصحية التي تضم أندية رياضية، ذكر قاسم أن البلدية لا علاقة لها بها، بل تكون تابعة لمرجعها أيا كان مثل وزارة التربية والتعليم أو الصحة.