على وقع أسر الجيش السوري الحر لمجموعة من أفراد شرطة النظام الذين تصادف أنَّ معظمهم من الطائفة الدرزية، لم تترك وسائل دعاية النظام السوري، وأزلامه في لبنان من وسيلة لإثارة الفتنة الطائفية إلا واتبعتها بدءا بإشاعة خبرعن عمليات خطف متبادل بين سكان جبل العرب «السويدا» من أبناء الطائفة الدرزية وبين أبناء سهل حوران من أبناء الطائفة السنية، شبيحة النظام في السويداء قاموا باختطاف كل من تصادف وجوده في جبل العرب من أبناء سهل حوران، إلى أن تدخل العقلاء أمثال الشيخ حمود الحناوي والدكتور ناصر الحريري، والخيريين من أبناء الطائفتين لنزع فتيل الفتنة الطائفية التي عمل النظام جاهداً زرع بذورها. نسي النظام أو تناسى التاريخ العميق الرابط بين أبناء هذا البلد، ففي عام المجاعة 1919 عندما وصل ثمن مكيال القمح إلى ليرتين ذهبيتين قام أهالي سهل حوران السنة بإمداد أهل الجبل الدروز بكميات كبيرة من القمح وبدون مقابل، وعندما احتلت فرنسا سوريا واستعمرتها ونكلت بأهلها، آوى جبل العرب الثوار من أهل السهل. النظام الغائب بكل سلطاته عن سهل حوران يسعى ليسعر الفتنة الطائفية، حتى أنه لم يقل خيراً ولم يصمت، فكان الرد من أهل المحافظتين ليثبتوا للنظام وللعالم كله أنهم هم السلطة الحقيقية على الأرض، ردوا على الفتنة بأجمل آيات الرقي والسمو فلم يكتفوا بوأدها في مهدها بل زادوا عليها بأن أهدت كعادتها السويداء بالصوت الجبلي أجمل أغنية للثورة ولدرعا، هذا هو الوعي في هذه الثورة، النظام السوري رد على ثورة الوعي بوقف إصدار صحيفته المسمَّاة صحيفة الثورة. هذه هي رقصة الموت التي يرقصها نظام قام على القمع أصلاً، هذه هي نهاية الفساد، ففلسطين أسمى من أن يحررها نظام فاسد وجيش فاسد لا قيم فيه ولا أخلاق، نظام تحتاج أسلحته لرشوة لكي تعمل، فمن رأي على شاشة التلفاز جنود هذا الجيش وهم يفرون أمام وحدة مقاتلة صغيرة، يهربون بمعداتهم التي تنطبق مع كل شي إلا مع كونها عتاد جيش.