لفظت محافظة السويداء السورية أخيرا آخر أنفاس الخوف من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولحقت بركب الثورة ضده، إلى جانب أغلب مكونات وتركيبة الشعب السوري. ولا يُغفل مشاركة أهالي السويداء في الحراك السوري بشكلٍ ربما "رومانسي"، حيث عُهد عليهم التظاهر ليلاً حاملين شموعاً، كنايةً عن أقصى أنواع السلمية، وتعلوا أصواتهم تارةً بالإصلاح وتارةً أخرى بإسقاط النظام، حسب مستوى القمع الذي يواجهونه من قوات الأسد. ويجد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا هذا المُركّب الذي يُشكله مكون السويداء الاجتماعي أحد أبرز عوائق انضمام المحافظة لركب الثورة السورية مُبكراً. ويكشف صبرا ل"الوطن" عن محاولات تخويفٍ وترهيب مارسها النظام الأسدي بحق أهالي المحافظة الذين يُصنفّون كأقليةٍ في سورية، حاول الأسد وضعهم كرأس مالٍ له ليواجه من خلالهم كل صوتٍ يرتفع في وجه نظامه. وقال صبرا "النظام السوري حاول خلق أهالي السويداء كرأس مالٍ له، لاستثمار رأس المال ذاك في تصفية حساباته وتنفيذ سياساته الدموية. وكانت هناك حملات تخويفٍ وترهيب تمارس بحق أهلنا في السويداء، لكنهم تخطوا حاجز الخوف وباتوا يساندون ثورتنا، الآن بات لديهم قطاعات عسكرية وتنسيقياتٍ نشيطة". وتشهد محافظة السويداء هذه الأيام حراكا مدفوعا بتعرضها لهجمات ممنهجة من قبل الجيش السوري، وبدا الجيش الحر بالتغلغل بمنطقة جبل العرب الذي تأتي السويداء أحد أهم أركانه، وبذلك تكون السويداء على الأقل من أواخر المدن والمحافظات التي واجهت قمع نظامٍ جعل بينه وبين شعبه "سلاحا" عوضاً عن "حجاب".وبدوره اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري، هيثم المالح، في تصريحاتٍ ل"الوطن" أن خطوة انضمام السويداء لركب الثورة حتى وإن جاءت متأخرة، إلا أنها ستكون عامل تعزيزٍ لمعنويات الثوار، أكثر من كونها تعزيزا ماديا، طبقاً لتعبير الرجل، الذي قال صراحةً إن ذلك سيتم أخذه بعين الاعتبار في المجتمع الدولي. وطبقاً لمعلوماتٍ حصلت عليها "الوطن"، حاول بشار الأسد توريط كبارٍ الضباط من أهالي المحافظة في مواجهاتٍ عسكرية ينتج عنها تدمير مناطق حلب وحمص وإدلب ذات الغالبية السنية، وافتعل في ذات الوقت عدة أعمال تخريبية وتفجيرات لترويع الأهالي، كتفجير جرمانا في نوفمبر من العام المنصرم،وتعتبر المحافظة ذات مُكونٍ مُعقد من الناحية الطائفية، حيث إن 90 بالمئة من سكانها من الدروز، وخليط من المسيحيين، بالإضافة إلى جُزءٍ ليس بيسيرٍ من السنّة.