وقعت اشتباكات عنيفة في القابون قرب شركة «سيرونكس» ليل أمس الأول بعد أن هاجمت عناصر من الجيش الحر، سيارات تحمل عناصر أمن وشبيحة في طريقها باتجاه داخل حي القابون الثائر، الذي يقع على الطرف الشمالي الشرقي لمدينة دمشق وأسفرت الاشتباكات عن مقتل تسعة عناصر من الشبيحة والأمن، وذكر ناشطون أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الحادث بعد أن انسحب عناصر الجيش الحر من المنطقة. وأكدت مصادر من جبل الزاوية في إدلب أن قائد المنطقة العسكرية هناك عقد هدنة ظهر أمس الأول مع الجيش الحر على غرار ما حدث في الزبداني لكنه نقضها في الليل، وعدّ بعض المراقبين أن عقد الهدنة بسبب ازدياد مخاوف النظام من عواقب نشر الجيش في المدن وعدم قدرته على الحسم العسكري بالسرعة التي يريد، لذلك لجأ إلى أشكال من الهدنة في إطار بحثه عن حلول أخرى خوفاً من انهيار جيشة. وأدت عملية هجوم جيش النظام على بلدة «معرة النعمان» إلى حدوث انشقاق كبير في صفوفه، والتحق المنشقون بالجيش الحر في منطقة جبل الزاوية.وفي مدينة السويداء تسود حالة من التوتر الشديد بين أهالي جبل العرب نتيجة مقتل عدد من أبنائهم الذين يؤدون الخدمة الإلزامية في جيش النظام، سيما أن السلطات تمنع الأهالي من فتح نعوش أبنائهم ورؤية جثامينهم قبل الدفن، ما يزيد شكوك الأهالي حول ظروف مقتلهم. وأكد ناشطون من مدينة السويداء أن سلّمت السلطات أحد القتلى إلى أهله في تابوت مغلق ومنعتهم من فتحه وأجبروهم على دفنه في الحال في قرية «مفعلة» التابعة للمحافظة.غير أن الأهالي أصروا على فتح التابوت في حادثة أخرى مع تسليم السلطات جثمان عسكري قتيل آخر، وأحضروا طبيباً كشف على الجثة، وأكد الطبيب بعد معاينة الضحية، أن القتل تم برصاصة من الخلف، ما أثار مزيداً من غضب أهالي القرية ومنطقة السويداء التي تسكنه غالبية تنتمي للمذهب الدرزي، وأضاف الناشطون أن وسائل الإعلام السورية وخصوصاً قناة «الدنيا» تزيد حالة الاستفزاز لدى أهالي السويداء، إذ تحضر إلى ذوي القتلى وتصر على إجراء لقاءات معهم (وهذا يتطلب بالطبع إشادة الأهل بالقائد بشار وإدانة العصابات الإجرامية المسلحة) ورفض الأهالي استقبال هذه الفضائيات وفي أحيان كثيرة طردوا الفريق الإعلامي لهذه القنوات. ومعلوم أن النظام السوري يحاول إبعاد وتحييد الأقليات الطائفية عن المساهمة في الثورة السورية في محاولة منه لجعل الثورة مقتصرة على السنة الذين يشكلون أكثر من 70% من السكان، إلا أن مدينة السلمية التي تقع إلى الشرق من مدينة حماة، التي ينتمي معظم سكانها للمذهب الإسماعيلي تشارك في الثورة منذ انطلاقها، وكذلك فإن مناطق عديدة من محافظة السويداء شهدت تظاهرات واعتصامات في الآونة الأخيرة ويشارك العديد من الشخصيات الدرزية في المجلس الوطني السوري المعارض.