يتوجه مسنون في الصباح الباكر إلى سوق محايل الشعبي القديم المعروف بال»صندقة»، الذي يقدر عمره بحوالي نصف قرن، حيث يصف البائعان أبو حسين وأبو محمد اللذان أمضيا أكثر من أربعين عاماً في هذا السوق، ويعدانه بيتهما، موضحين أن التجارة في السوق تحتمل المكسب والخسارة، تماما كبقية الأسواق، إلا أنهما ينتظران المواسم المتمثلة في الإجازات الصيفية، والشتوية، حيث يقبل الناس على التسوق، مؤكدين أنهما مايزالان يبيعان التراث رغم قلة إقبال الزبائن من الشباب، ولكن العائلات وكبار السن يقبلون على شراء بعض الحاجيات التي لا تتوافر إلا في هذه السوق، التي كثيرا ما تبدو غريبة. وأضافا: إن من الأدوات التي يعرضونها وكانت تستخدم قديما وما تزال تشترى حاليا أغراض الزينة مثل البخور والعطور والحناء، وأدوات كانت تستخدم قديما لتغطية الرأس تسمى»الخشلة» وأخرى مثل «المنهفة» التي يستخدمها الأهالي إذا اشتدت حرارة الجو، و أغراض منزلية من سعف النخيل تستخدم أيضا كصناديق لحفظ الطعام، تسمى «الشقف» و بهارات الطعام الطبيعية الأصلية، التي تتميز عن غيرها بخلوها من أي إضافات، كما أنها تباع دون تعليب، مثل القرفة و»الحوايج»، وغيرها من التوابل و البهارات التي تميز المطابخ الشعبية القديمة و الحديثة. ويبيع الثلاثيني عبدالله الزعبي الفل والريحان، إضافة إلى أدوات التطيب المعروفة على مستوى المنطقة خاصة في المناسبات والاحتفالات، و يبين الزعبي أنه يمارس هذه المهنة منذ أكثر من عشر سنوات، كما يؤكد أن إيراد البيع دخله الوحيد، حيث يجلب الفل من جازان و المناطق المجاورة، كما يحرص على توفير النباتات العطرية المشهورة مثل الشذاب والريحان والشيح والنرجس، التي تُجلب من قبل مزارعين اعتاد التعامل معهم، وكذلك نبات البرك الذي يُجلب من بيشة، ونبات الكادي ذو الرائحة الزكية الذي يجلبه من خاط بمحافظة المجاردة مؤكدا أن الإجازات الموسمية تمثل ذروة التسوق. و يؤكد بائع التمور في «سوق التمر»، محمد الأسمري، الذي قضى أكثر من أربعين عاماً في مهنته أنه لا يزال يحظى بإقبال الزبائن، فلم يفقد هو و زملاؤه مكانهم في السوق، رغم منافسة محلات التمور الحديثة، و يبين أن للسوق مرتادين، و زبائن يفضلون منتجاته، و يدركون مدى جودتها. شاب يبيع النباتات العطرية في محايل