يشارك الكتاب السعوديون، شيمة الشمري، محمد البشير، هاني الحجي ومحمد الحرز، في وقائع الدورة الثانية من ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي “القصة الخليجية وتحولات الألفية الثالثة”، الذي يبدأ اليوم الثلاثاء ويستمر حتى 8 ديسمبر الجاري، وفق ما ذكره اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. الشرق التقت الكتاب الأربعة، وحاورتهم في شؤون وشجون القصة القصيرة: أبدى محمد البشير سعادته بهذه المشاركة لأنه “من ثمرات الملتقى الالتقاء بقاصين لم تلتق بهم سابقاً إلا عن طريق الإنترنت”. وأوضح أنه سيقرأ قصصاً من مجموعة “عتب النافذة”، ومجموعة “نفلة”، التي ستنشر قريباً، وبفيلم كتب السيناريو له، وسيعرض في افتتاح الملتقى، لكنه غير متأكد من اسم الفيلم الذي سيعرض، لأنه قدم فيلمين، الأول “بلا غمد”، ومدته عشرون دقيقة، والثاني “بالونة”، ومدته خمس دقائق. الفيلم الأول حوار بين شخصين بالسيف، وفاز بالمركز الثالث في مهرجان الأفلام السعودية الأوحد، بينما يعتبر الفيلم الآخر فيلماً رمزياً يعالج قضية علاقة الرجل بالمرأة. والفيلمان من إخراج بدر الحمود، صاحب فيلم “مونوبولي”. ويعتبر البشير الساحة الثقافية غير مستقرة، فالمنافسة كبيرة بين القصة القصيرة والرواية اليوم، و”العصر عصر الرواية”. ق. ق. ج وتشارك القاصة شيمة الشمري بشهادة تعرض فيها تجربتها مع كتابة القصة “كتبت عن البدايات، وعن الذين شجعوني، والذين قرأت وتأثرت بهم، والعوائق التي واجهتها، وطقوس كتابتي”. ونفت أن تكون كثرة كتاب القصة القصيرة دلالة على جودتها “ليس كل من كتب أجاد”، قائلة “لا توجد لجان متخصصة لتفرز العدد الهائل من الأعمال”، في إشارة إلى سهولة النشر، معولة في موضوع الفرز على المتلقي والناقد. واستنكرت الشمري أن تعتبر القصة القصيرة جداً (ق.ق.ج)، كالقصة القصيرة، معتبرة أنها “فلاش”، ولا يمكن القول إن الفلاش كالفيلم، أو المسلسل. وتؤكد في الوقت ذاته أن المسألة ليست ابتكاراً، فقد قرأنا في الأدب القديم “النادرة”، أو “الطرفة”،.. ربما كانت القصة القصير جداً هي طرفة، أو نادرة، وتطورت”. وقالت “القصة القصيرة ليست مجرد سطر، أو أربعة، أو صفحة في كتاب، هي مسألة بداية فكرة وانتهائها”. وتعتقد الشمري أن استنكار بعض الناس طبيعي، وضربت مثلاً ببدايات قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، مشيرة إلى أن “الشعوب العربية تستنكر الجديد، بغض النظر عن جمالياته”، مؤكدة “الجيد يفرض نفسه”. سيد واوي ويشارك القاص والإعلامي هاني الحجي بأمسية قصصية يقدم فيها بعض النصوص القصيرة من مجموعتيه “ليلة خروج المنتظر”، و”سيد واوي”، التي ستصدر قريباً عن دار ورد للنشر والتوزيع، وهي مجموعة ساخرة تتناول المجتمع الأحسائي، وبعض الشخصيات التي تتسم بثقافة متزمتة خالية من الوعي، وبعض قضايا المجتمع الأخرى. واعتبر الحجي القصة القصيرة “أشبه بالفن الميت، مقارنة بالرواية”، مشيراً إلى أن الرواية كإنتاج إبداعي أخذت حضوراً أكثر كثافة، ومن المؤكد أن “القصة فن يحتاج الاحترافية”. وسيتناول الشاعر محمد الحرز في محاضرته “السرد القصصي بشعرية التجريب والواقع المتخيل” التجارب الشبابية في القصة القصيرة في المملكة. ويؤكد الحرز أن “المشهد واسع جداً، وسأتناول جانب التجريب الشعري، فيما يسمى بتداخل الأجناس الأدبية بين الشعر والسرد”. وعن مستقبل القصة القصيرة، والتجربة الشعرية، أفاد الحرز “عندما نتحدث عن الأدب، يتحرك الرقيب، ليتأثر بالتحولات الاجتماعية”، معتبراً إياه موضوعاً آخر، يخضع لظروف المجتمع واللغة ونظرة المجتمع.