أكدت القاصة منيرة الأزيمع أن المجتمع ينظر إلى الأدب والثقافة، «بصفتهما كماليات أو ترفاً، ونحن نستطيع إحداث انقلاب أدبي لدى النشء»، مؤكدة أن القراءة والأدب هما غذاء الروح، فمتى ما صححنا نظرتنا للقراءة والكتب فإن ذلك سيعود بنا إلى ذواتنا وتراثنا، الذي نعيش مبعدين عنه، لأننا بالأصل بعيدين عن القراءة والتواصل مع التراث». وقالت، في أمسيّة قصصية نظمها نادي حائل الأدبي مساء الثلثاء الماضي، ووقّعت فيها كتابها الجديد «الطيور لا تلتفت خلفها،» وأدارت الأمسيّة خيرية الزبن: «إن الكتاب الإلكتروني أصبح في متناول اليد، «فروايات كثيرة لم يمكن سهلاً الحصول عليها»، معللة بأنه قبل هذا الانفتاح التاريخي لمعرض الكتاب، «كانت بعض الكتب غير مسموح بها، وأن الانترنت سمحت بتداول الكتاب». ولفتت منيرة الازيمع إلى أن الإنسان المعاصر يعيش صراعات داخلية وخارجية عدة. وقرأت القاصة نصوصاً، منها: «صمت القطيع»، «الطريق إلى عدن»، «ما تفعله الأشجار الكبيرة»، «رأي واعتقاد»، «الطيور لا تلتفت خلفها»، «علمتني الطيور»، «الساعات الأخيرة». وفي مداخلة للقاصة آلاء المقرن رأت أن نصوص الازيمع قصيرة جداً «وقلقة تُشعِر بأنها عاشت تجارب عدة»، متسائلة: ما طقوس القاصة لإحداث هذا الأثر؟ وما الخط الفاصل في النصوص النثرية الأدبية للقصص القصيرة، والخطوط الحمراء للقاصة؟ وهل يمكن اختلاق قصة من دون سرد أو أشخاص؟ وأوضحت الازيمع «أن هذا الكلام نقدي سمعته كثيراً، وأعتبره إطراءً لتجربتي القصصية». وعن الطقوس، أشارت إلى أن «أجمل ما في هذا الأثر، أنني لم أتعمد إحداثه، فعندما تكون الكتابة رد فعل أو حدثاً افتعالياً، فإنه يفقد أثره أو أي تفاعل من القارئ، لكن عندما يكون عفوياً وصادقاً يحدث هذا الأثر في المتلقي». وأشارت إلى أن المشهد الأدبي يعيش طفرة في الروايات، «وان المساس بالخطوط الحمراء يعني الشهرة أو الوصول، وأثبتت هذه الآراء أخطاءها فعند صدور الكتاب، الذي يعتمد على الإثارة يحدث تجاوز للخطوط الحمراء، لكنه يكون خالياً من القيم الأدبية». لافتة إلى أنها تنتمي إلى «هذا البلد وأحترم الدين والمذاهب الأخرى، كما أحترم العادات والتقاليد، على رغم التحفظ على العادات والتقاليد». ووصفت القاصة نفسها بأنها شاعرة فاشلة، معللة ذلك أن أي قاص هو شاعر فاشل، جاء ذلك في رد على مداخلة حول اهتمام القاصة بالشعر. ورأت القاصة شيمة الشمري أن هناك استثناءات، «فهناك من يبدع في كل شيء وهو ناجح». وتساءلت حنان مسلم: هل وصلت القاصات السعوديات إلى ريادة التجارب الرجالية. لترد الأزيمع بأن القاصة السعودية مبدعة أكثر من الرجل. واختتمت الأمسية بحفلة توقيع مجموعتها القصصية، التي أصدرها نادي حائل الأدبي «الطيور لا تلتفت خلفها» قبل نحو شهرين بالتعاون مع دار الانتشار العربي.