تقدم الفنانة التشكيلية فاطمة النمر، تجربتها الجديدة «بقاء»، الذي افتتح مساء الأحد الماضي، في الصالة العالمية للفنون الجميلة في جدة، حيث يستمر المعرض لمدة أسبوعين. وتعبر النمر من خلال معرضها، الذي يستمر لمدة أسبوعين، عن هموم المرأة وتحليها بالصبر. وعن المعرض، قالت النمر ل«الشرق»: «من خلال «بقاء» جسدت المرأة بكل تجلياتها وهموهما، ملامسة بذلك قضاياها وحاجيتها، وقدمت أعمالي على أنها تحف فنية ومنحوتات تتداخل بها النقوش لتجذب المشاهد»، محاولة الاقتباس من قصص السيدة العذراء مريم في صبرها وتحملها. وأضافت أنها قضت ستة أشهر كاملة لإكمال لوحة «عذراء»، التي تعد الأقرب إليها في هذا المعرض. وأوضحت أن المرأة دائماً ما تعلم المجتمع كيفية الصبر والبقاء، والبعد عن كل ما يشوه صورة المجتمع، مشبهة إياها ب»النخلة» في عطائها المستمر وفي تضحياتها والبقاء صامدة دون انكسار. وعن الساحة الفنية ووضع الفنانة فيها، علقت بقولها إن الساحة الفنية في تطور مستمر خصوصا في إقامة المعارض والمسابقات، مبينة أن وزارة الثقافة والفنون تعمل على تشجيع الفنانين في شتى المجالات، ومتمنية أن تهتم الجامعات والكليات والمدارس في المملكة بالفن التشكيلي، وتسهم في تقويته، مشيرة إلى أن وضع التعليم لهذه الفنون غير مرض إطلاقاً. وأضافت أن وضع المرأة الفنانة في تحسن مستمر، ولكننا نطمح للأفضل، موضحة أن المرأة أثبتت وجودها في المجتمع بمجهودات شخصية، وأثبتت أنها قادرة على بناء نفسها بنفسها. وحول إقامة معرضها «بقاء» في جدة، تقول: جدة هي عاصمة الفن والثقافة، وفيها حس فني كبير، لافتة إلى أن هذا هو السبب الرئيس الذي جعلها تقدم من المنطقة الشرقية لإقامة معرضها على الساحل الغربي، إضافة إلى النقص في صالات العرض التشكيلية بالمنطقة. وقال مدير مركز تسامي راشد الشعشعي، إن النمر من الفنانات اللواتي برزن في الآونة الأخيرة، وخرجت من خلال تجاربها واحتكاكها مع الفنانين الكبار بتوليفة جديدة، وطورت من أسلوبها ومستواها، وكسرت حاجز حصر الإناث للوحاتهن بصفات معروفة مثل القاتمة في ألوانها، والمزدحمة في تفاصيلها. وأكد الشعشعي أن إقامتها للمعرض في جدة يؤسس لها قاعدة جماهيرية أكبر، ويُعرّف الناس بفاطمة وفنها وفكرها، الذي تناولت من خلاله موضوعات مهمة، مثل الحمل والولادة، والتعبير عن الأنوثة. وقال مدير صالة العالمية للفنون الجميلة خليل النحلاوي: «لم أكن أعرف فاطمة من قبل، وعندما اطلعت على أعمالها، من خلال ما أرسلته لنا، توقعت بأنها كبيرة في عمرها، ولكنني تفاجأت عندما التقيتها اليوم ووجدتها كبيرة في فكرها وصغيرة في عمرها». وأضاف أن أعمالها مميزة، وأنها من أحسن الفنانات على المستوى المحلي والعربي والعالمي لأنها وصلت مرحلة من النضج الفني في سن مبكر.