يعد بيت الشعر علامة فارقة في حياة البداوة، ورمزا للأصالة والتراث، وكان البدو قديماَ يفخرون بكبره واتساعه، أو بعدد الأعمدة التي توضع داخله لرفعه، التي تعرف ب«الأواسط». وتتميز بيوت الشعر، التي تتكون غالبا من الصوف وشعر الماعز، بخفتها في عملية التنقل، وسهولة إصلاحها، ويمكن للمرأة البدوية، إصلاح البيوت المصنوعة من الشعر، دون الحاجة إلى من يساعدها في القيام بهذه المهمة، ويتم تقسيم بيت الشعر من الداخل إلى عدة أقسام خاصة حسب استعمالها عند البدو، وفقا للعادات والتقاليد، ويكون غطاء بيت الشعر من السدو. وتحدث ل«الشرق» أحد العمال في محل لصناعة وبيع بيوت الشعر في تبوك محجوب عثمان، عن إقبال كبير تشهده صناعة بيوت الشعر حتى الوقت الحاضر، مؤكداً أن كثيرا من الزبائن يقبلون على شراء بيوت الشعر بأنواعها المختلفة، إضافة إلى ملحقاتها التقليدية، مثل «قربة» الماء التي تحفظه باردا في المناطق الصحراوية الحارة والجافة، و»الشداد» الذي يستخدم لركوب الجمال ويصنع من «الخشب»، موضحا أن صناعة بيت الشعر المتوسط يستغرق منه يومين فقط. من جهة أخرى، أوضح المواطن عبدالله أسعد، أن بيوت الشعر الحديثة شهدت تطورا في صناعتها، حيث أصبح لها هيكل حديدي يتم تركيبه أولا، ليتم تزيينه من الداخل بديكورات حديثة، إضافة لوضع عازل حراري، وعازل مائي، بعد ذلك يتم وضع بيت الشعر عليها، مضيفاً أن صناعة بيوت الشعر عند البدو تختلف عن البيوت الحديثة، حيث إن بيوت البدو تفصّل قطعا صغيرة بمقاسات (50) و(60) سنتيمترا مربعا، ثم يتم خياطة القطع بعضها ببعض، وترفع بعامود في وسطها، ليتم إحاطتها في المرحلة الأخيرة بالرواق.