هي سمة بارزة في المجتمع الشمالي، تتكرر كل عام مع دخول فصل الشتاء حتى أصبحت من العادات الرئيسية للأهالي، إذ يهجرون منازلهم لاستغلال الأجواء الباردة والأمطار ليعيشوا في الصحراء، مع بيوت الشعر والخيام التي تعيدهم إلى عبق التاريخ، ما يزيد الإقبال عليها، كونها تعتبر مجالس لاستقبال الضيوف خلال فصل الشتاء، وتتميز بيوت الشعر بحياكتها آلياً أو يدوياً، نظراً إلى دقة صنعها ومتانتها ومطابقتها للموصفات القديمة، وتنافس على إنتاجها الهند وتركيا. وذكر الخياط في سوق الخيام في مدينة عرعر محمد إقبال أن بيوت الشعر تتميز بمقاومتها وتحملها لظروف البيئة الصحراوي المتقلبة المناخ، وبخفتها في عملية التنقل وسهولة صيانتها ويمكن للمرأة البدوية إصلاحها من دون الحاجة إلى من يساعدها، لافتاً إلى أنه ينقسم عادة من الداخل بحسب العادات والتقاليد، ويكون غطاؤه من السدو الذي لا يخلو من وجود فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف، أما في مواسم الأمطار فتتضخم خيوطه وتضيق حلقاتها بفعل المياه، وبذلك لا تتسرب المياه إلى داخل كما انه عند إشعال النار بداخله فإن الدخان يصعد إلى الخارج عن طريق الفتحات الموجودة في سقفه. وأضاف أنه بعد أن يجز أو يقص الصوف من الغنم أو يجمع الوبر من الإبل تتم عملية الغزل بواسطة أدوات خاصة ومصانع متخصصة يجري تلوينه بالألوان الخاصة والسائدة، فكثير من الناس يفضل الحياكة اليدوية بعيداً عن الآلات ومكينات الخياطة، فيما لفت أحد المسنين حمود العنزي إلى أن تصميم بيوت الشعر يختلف من قبيلة إلى أخرى، إذ يمكن معرفة القبيلة من طريقة نصب بيت الشعر، فبعض القبائل يكون مجلس الرجال على اليمين وأخرى يكون على اليسار، إضافة إلى طريقة نصب بيت الشعر. وأضاف أنه لبيت الشعر مكانة خاصة في نفوس أهل الشمال، ويعبر عن الاهتمام بالعادات والتقاليد التي يحرص الكثير منهم على محاكاتها من خلال التصميم الخارجي والداخلي لبيوت الشعر، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من الأهالي يصرفون ببذخ لتزويدها بوسائل الراحة كالمجالس الوثيرة، وأطباق استقبال القنوات الفضائية، إضافة إلى المواقد الكبيرة للتدفئة ومتطلبات «الضيافة العربية» المتمثلة في دلال القهوة العربية وأباريق الشاي بمختلف أنواعها.