توجه حوالي عشرة ملايين مصري يسكنون نحو 1221 منطقة عشوائية على مستوى مصر إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد يأملون في أن ينظر إلى أوضاعهم المعيشية بجدية، ودخل أبناء العشوائيات في مناقشات طويلة أمام اللجان حول من هو الرئيس الأفضل لمصر في هذه المرحلة من وجهة نظرهم، وهو ما رصدته “الشرق” في جولةٍ لها على مراكز الاقتراع في أول استحقاق رئاسي تشهده مصر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011. وقال أسامة محمود، معلِّم رياضيات في منطقة الوراق العشوائية التابعة لمحافظة الجيزة، “أريد رئيساً عادلاً، يتقي الله في الفقراء ويحافظ على الطبقة المتوسطة، ويراعي احتياجات أهالي المناطق العشوائية، ويقوم بتطويرها بعدما عانت لسنوات من الإهمال من قِبَل الحكومات المتعاقبة للنظام السابق”. بدورها، أوضحت الحاجة “سعدية”، سبعينية العمر وتقف في طابور أمام إحدى المدارس بحي العمرانية في الجيزة للإدلاء بصوتها، أن الرئيس المقبل لمصر ينبغي أن يسعى لتوفير لقمة العيش والمأوى للفقراء، وبيَّنت أنها انتخبت الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لأنها توسمت فيه الشعور بالفقراء. فيما قالت منى زراع، (48 سنة) وهي أم لطفلين تعيش في كوخ من الطوب تشققت جدرانه في منطقة الدويقة، إنها انتخبت المرشح حمدين صباحي لأنها علِمَت أنه وعد بالقضاء على العشوائيات خلال أربع سنوات. من جانبه، أكد أحمد إبراهيم، سائق سيارة أجرة (56 سنة)، أن الحكومة والرؤساء السابقين كانوا يعاملون سكان العشوائيات باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية وكانوا لا يهتمون بمطالبهم، وتابع “انتخبت من أرى أنه قادر على الاهتمام بالمناطق العشوائية التي وصلت إلى حالة بائسة خصوصاً في ظل غياب الأمن والاستقرار”. وفي سياقٍ متصل، حذرت شبكة “مراقبون بلا حدود”، إحدى الشبكات التي ترصد سير العملية الانتخابية في مصر، من استغلال أصوات النساء وسكان العشوائيات لصالح التيارات السياسية، ودعت إلى عدم استغلال حاجة قاطني المساكن العشوائية للمال وتوجيههم إلى مرشحين بعينهم.