حديثي يوم أمس عن مقاطع اليوتيوب وكونها تشكل الذائقة الشعبية عن الناس بمختلف أنواعها وأنها تسير في خط مخالف للخط الذي ينتهجه المخططون ويرسمه المسؤولون تزامن مع رسالة وزعت على البلاك بيري والواتس أب يحمل رابطا عن مستشفى عرقه المهجور وأنه مسكون بالجن، وانتشر المقطع بسرعة كانتشار النار في الهشيم في جو الرياض الحار والجاف، وأصبح حديث المنتديات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وتعددت المقاطع وبلغت مشاهداتها بالملايين فهناك مقطع تجاوز 700 ألف مشاهدة وآخر 400 ألف وثالث ربع مليون ومقاطع عديدة في حدود 100 ألف مشاهدة لكل واحد منها، ودفعت عددا كبيرا من الشباب إلى الذهاب واستكشاف ذلك بأنفسهم إما عن طريق مقاطع اليوتيوب أو كتابة وصف لمشاهداتهم بالصور ونشرها في المنتديات مع كل أنواع التشويق والإثارة والأكشن ومؤثرات الرعب والتهويل، كما تجمع آلاف الشباب – بحسب سبق- الذين تواصوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل البي بي لدخول المستشفى وتقصي شائعة الجن المتداولة حول المبنى المهجور منذ أكثر من 26 عاما، وتجول المئات منهم داخل المستشفى حاملين الكشافات وأجهزة الإضاءة وقام بعضهم بإضرام النار في أجزاء من المبنى مما استدعى أجهزة الأمن لتفريق المتجمعين وفرق الدفاع المدني لإطفاء النار، ومع أن مستشفى عرقة المهجور كتب عنه كثيرا في الصحف بشكل واقعي إلا أن شرارة مقطع في اليوتيوب بتصوير رديء وصوت أردأ لشابين فضوليين يرتجفان هلعا ويتحدثان خلف كاميرا الجوال بصوت مرتعش ويدندن أحدهم بأغنية لتخفيف توتره ويتحدثان عن انطفاء الكهرباء في المبنى فجأة مع أنه مهجور منذ 26 عاما ومفصولة عنه الكهرباء، ويذكرانك بالمثل المصري «اللي يخاف من العفريت يطلع له» ومع كل هذا حصلت التداعيات السابقة دون منطق أو أدلة واضحة ملموسة، وهذا نموذج واحد لما يفعله اليوتيوب في دولة تحتل المرتبة الأولى عربيا حيث يبلغ عدد مشاهداتها أكثر من نصف مشاهدات العالم العربي مجتمعين بواقع تسعة ملايين مشاهدة يوميا، وأخشى أن يأتي يوم يقود فيه مقطع رديء المحتوى والإخراج الناس بدل قادة الفكر والسياسة والدين.