عيادات الدكتور سليمان الحبيب ومستشفى دلة في الرياض، ومستشفى سليمان فقيه وبخش, ومركز فتيحي الدولي في جدة, ومستشفى سعد التخصصي في الخبر هي مراكز طبية تقدم خدمة طبية جيدة في المملكة تخدم المواطنين كموظفي الشركات والقادرين مادياً مما يخفف الضغط على المستشفيات الحكومية التي أصبح انتظار السرير فيها مضرب الأمثال بين المواطنين. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تقوم وزارة الصحة بتكريم هؤلاء التجار الذين ساهموا في خدمة المواطن والمملكة طبياً، مثلما نطالب بمعاقبة التاجر صاحب المستشفى السيئ؟ يجب أن نكافئ التاجر صاحب المستشفى الجيد. ما الفرق بين تاجر يضيع أموال المواطنين في مساهمات عقارية فاسدة أو شركات توظيف أموال فاسدة وتاجر يقدم خدمة طبية للمواطنين في نهاية الشارع بدلاً من أن يستجدوا سريرا محليا لا يأتي أو سريرا في الخارج يتكبدون وراءه مشقة السفر والأسعار المضاعفة عدا صعوبات اللغة والتأقلم الاجتماعي. هذا بالطبع لا يلغي مسؤولية وزارة الصحة لتقديم خدمة طبية متطورة للمواطن، لكن زيادة الخير خيران، وخير التجار في المملكة كثير لكنه يتركز في الغالب في تجارة عقار لا تقدم ولا تؤخر إنما تحجز رؤوس أموال كبيرة دون استثمار حقيقي يفيد البلد والناس في ظل عدم وجود قوانين تفرض ضرائب على المساحات الشاسعة من الأراضي البور غير المستخدمة. لا بد من أن نفرق بين تجارنا الصالحين الذين يسعون لمصلحة الناس والبلد ولا مانع من أن يسعوا لمصلحتهم طبعاً، وبين تجار آخرين يضرون المواطن، وتجار آخرين يكدسون الأموال دون فائدة للبلد والناس. بطبيعة الحال التاجر الذي يقيم مستشفى جيدا في المملكة مثل التاجر الذي ينشئ جامعة جيدة في المملكة أو منتجعا سياحيا جيدا، كل ما يقدمه التجار لمصلحة الوطن والمواطن هو جهد مكمل لجهد الحكومة ويستحقون عليه الثناء والتكريم. مثلما أن وزارة الصحة مطالبة بتكريم التجار أصحاب المستشفيات الجيدة فإن وزارة التعليم العالي مطالبة بتكريم التجار الذين ينشئون جامعات جيدة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية مطالبة بتكريم التجار الذين ينشئون منتجعات سياحية جيدة، وهكذا.