قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، صالح النعامي إن انضمام حزب كاديما برئاسة شاؤول موفاز إلى الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو جاء لأسباب إسرائيلية داخلية، ولا علاقة له بالملف النووي الإيراني أو شن حرب على غزة، بخلاف ما ذهب إليه بعض المحللين. وقال النعامي ل «الشرق»: إن انضمام كاديما للحكومة جاء لأن موفاز أراد أن يحافظ على مستقبله السياسي بعد أن أدرك أن إجراء الانتخابات المبكرة التي كان من المفترض إجراؤها وألغيت بعد تشكيل الحكومة الجديدة كانت تعني إسدال الستار على حزبه السياسي لو جرت، لأن التوقعات تشير في حال حصول الانتخابات المبكرة أن حزبه سيحصل على تسعة مقاعد فقط، لذلك أراد إبعاد شبح الانتخابات المبكرة وإبقاء حزبه صامدا، ولم يأت انضمامه من أجل موضوع غزة أو إيران أو أي موضوع خارجي. وأضاف النعامي: «نتنياهو مستفيد من الوضع الداخلي لأن هذا يمنح حكومته عمراً إلى يوليو 2013 وهذا يعني أنها ستكون مستقرة، وبالتالي سيكرس الليكود كأكبر حزب في إسرائيل وسيقضي على منافسيه وتحديدا «يئير لبيد» الذي شكّل حزبا جديدا في إسرائيل، لذلك فإن تشكيل الحكومة عزز حزب الليكود، وعزز بشكل أكبر مكانة نتنياهو كرئيس وزراء وقائد لا منافس له في الساحة الإسرائيلية».وشدد النعامي على أن الحكومة الجديدة في إسرائيل يمكن أن تحدث تأثيرا في الملف النووي الإيراني في حال كان لدى نتنياهو قرار بضرب إيران، مشيرا إلى أن وجود حكومة موسعة من شأنه أن يعطيه شرعية داخلية على الأقل لضرب إيران، لكن انضمام موفاز لم يأت بهدف ضرب إيران. أما بشأن القيام بعملية عسكرية واسعة في غزة فقال النعامي إن «في حكومة نتنياهو أشخاصا أكثر تطرفا بكثير من موفاز، والتعاطي مع موضوع غزة ليس له أي علاقة على الإطلاق بالتركيبة الشخصية للحكومة الإسرائيلية بعد الربيع العربي، «فإسرائيل بعد الربيع العربي لن تقدم على عمل عسكري في غزة إلا كملاذ أخير، بحيث تكون هذه الحرب محدودة جدا، لأنها بعد الربيع العربي أصبحت تدرك مدى تأثير الرأي العام العربي على صناع القرار وتحديدا في مصر، وفي ذلك يقول المفكرون الاستراتيجيون في إسرائيل بأن شن حرب على غزة غير ممكن لأن إسرائيل ليس بمقدورها تحقيق أهداف استراتيجية في غزة، لأن تحقيق تلك الأهداف يحتاج إلى احتلال غزة فترة طويلة، وهذا الأمر غير وارد حتى لأكثر المسؤولين الإسرائيليين اليمينيين تطرفا».وأضاف: «سواء كان موفاز أو غيره في الحكومة فليس في وارد إسرائيل شن حملة عسكرية على غزة، حتى لو حدث تصعيد فإن ردها سيكون متحكما فيه لا يورطها في مواجهة تؤثر على اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، لأن إسرائيل رأت كيف تم مهاجمة سفارتها هناك حينما قامت بعمليات الاغتيال في غزة».أما على صعيد المسيرة السياسية فشدد النعامي على أنها ستبقى مجمدة إلى الأبد لأنه لا يوجد في إسرائيل أي بيئة تبشر بتغيير هذا الواقع، لاسميا وأن حزب كاديما هو حزب يمين وسط، مشيرا إلى أن موفاز حمّل الفلسطينيين مسؤولية الجمود في عملية السلام، ودخوله الحكومة لن يشكل تحديا لسياسات اليمين في إسرائيل القائمة على رفض التسوية.