أثار انضمام حزب "كاديما" برئاسة وزير الحرب الاسبق شاؤول موفاز الى حكومة بنيامين نتنياهو، عاصفة في دولة الإحتلال الاسرائيلية وفتح الباب واسعا امام اسئلة كبرى فيما يتعلق بمستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين من جهة والملف النووي الايراني من الجهة الأخرى. وقد أحدث اتفاق نتنياهو - موفاز مفاجأة في أوساط الجمهور الاسرائيلي وأحزاب "اليسار" التي حملت على موفاز واتهته بالعمل لدوافع شخصية وبانه باع نفسه وحزبه الى نتنياهو الذي نجح في انقاذ ائتلافه، وتجنب انتخابات مبكرة اضطر للاعلان عنها مؤخرا. وفي استطلاع اجراه مركز "تلسيكر" ونشرت نتائجه صحيفة "معاريف" أمس، رأى 70.6% من الجمهور الاسرائيلي ان انضمام موفاز الى حكومة نتنياهو جاء بناء على دوافع شخصية تتعلق بالبقاء السياسي، وليس لمصلحة الدولة. وأبدى 31% من الاسرائيليين عدم اكتراثهم بهذه الخطوة. ومع ذلك فقد رأى 50.9% منهم انها خطوة مبررة من اجل مصلحة دولة الاحتلال، فيما قال 44.9% ان حكومة الشراكة ستدفع الى الامام مساعي نتنياهو ضد البرنامج النووي الايراني. وحسب الاستطلاع فانه في حال إجراء انتخابات للكنيست حاليا فان حزب "الليكود" سيحصل على 30 مقعداً، و"العمل" على 20 مقعداً، و"اسرائيل بيتنا" على 12 مقعدا، وحزب "يوجد مستقبل" على 12 مقعدا ايضا، والاحزاب العربية على 11 مقعدا، اما حزب "كاديما" فسيحصل على 10 مقاعد فقط، علما انه حصل في الانتخابات السابقة على 28 مقعدا. بدورها اعتبرت صحيفة "هارتس" في افتتاحيتها أمس ان انضمام "كديما" الى حكومة نتنياهو سيجعله على رأس ائتلاف واسع من 94 نائباً، ما يمنحه حرية عمل شبه مطلقة في السنة والنصف المتبقية حتى نهاية ولاية الكنيست ال 18. بدوره، قال السياسي الاسرائيلي يوسي بيلين احد مهندسي اتفاق أوسلو ومهندس اتفاقية جنيف في مقال له في صحيفة "اسرائيل اليوم" انه اذا نجح كاديما في مواجهة اليمين في حكومة نتنياهو، واذا لم يتخل لرئيس الحكومة في شأن المسيرة السياسية، واذا نجح في وقف عملية تبييض المستوطنات واذا منع عملا خطيرا اشكاليا في ايران، فسيصبح ليل التغيير والمفاجأة تاريخا مهما سيفضي باسرائيل الى طريق صحيح بعد ثلاث سنين من المراوحة السياسية في المكان نفسه والابتعاد عن الهدف الصهيوني الرئيس وهو ضمان وجود اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية". الى ذلك، ذكرت صحيفة "معاريف" ان مسالة النووي الايراني كانت في صلب المفاوضات التي اجراها كل من نتنياهو وموفاز في اللقاءات الثلاثة التي جمعتهما قبل الانضمام للائتلاف الحكومي، حيث اتفقا على الطريقة التي يجب من خلالها وقف البرنامج النووي الايراني وفي موضوع الهجوم الاسرائيلي المحتمل في ايران، الامر الذي سيقوي موقف نتنياهو في حكومته الامنية السياسية المصغرة، وذلك وفقا لما نقلته عن مصدر سياسي كبير اطلع على الاتصالات بين الاثنين.