بدأت هيئة خليجية متخصصة أمس مناقشة اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس اتحادي. ورأس اجتماع الهيئة الأول، الذي عقد في مقر أمانة المجلس بالرياض, وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس وفد المملكة في الهيئة الدكتور مساعد بن محمد العيبان. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد اقترح في كلمة ألقاها في افتتاح قمة المجلس الأعلى لدول الخليج العربية ال32 التي عقدت في الرياض في 19 ديسمبر الماضي، تحول مجلس التعاون إلى مجلس اتحادي مخاطباً الزعماء الخليجيين بقوله «أطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر إن شاء الله». ووافق الزعماء الخليجيون على تشكيل فريق عمل متخصص يدرس اقتراح خادم الحرمين الشريفين. وقال أمين عام مجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني في بيان صحفي أمس الأول إن اجتماع الهيئة «يأتي تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الثانية والثلاثين التي عقدت بمدينة الرياض في شهر ديسمبر الماضي، والذي رحب بمقترح خادم الحرمين الشريفين بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ووجه بتشكيل هيئة متخصصة يتم اختيارها من الدول الأعضاء بواقع ثلاثة أعضاء لكل دولة لدراسة المقترح». ويتوقع أن تنهي الهيئة اليوم مناقشة نظام داخلي ينظم سير أعمالها. وسترفع تقريراً أولياً بشأن أهم ما يتم التوصل إليه في اجتماعاتها إلى الدورة القادمة للمجلس الوزاري التي ستعقد في مارس القادم. كما سترفع توصيات نهائية إلى اللقاء التشاوري الرابع عشر لقادة دول المجلس الذي سيعقد في الرياض في شهر مايو المقبل. وقالت مصادر في المجلس ان الهيئة تتكون من شخصيات خليجية بارزة ومعظم أعضائها وزراء، ويرأس وفد الكويت مستشار أمير الكويت عبدالله بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون. وكان خادم الحرمين الشريفين، في كلمته الافتتاحية لاجتماع القمة ال32، قد حث الزعماء الخليجيين على ضرورة الانتقال بمجلس التعاون إلى الاتحاد في كيان واحد منوهاً إلى أنه «لقد علمنا التاريخ وعلمتنا التجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وحقيقة الضعف, وهذا أمر لا نقبله جميعاً لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا». ووجد اقتراح خادم الحرمين الشريفين ترحيباً حاراً في قطاعات واسعة من الخليجيين الذين كانوا يأملون، منذ تأسيس المجلس، أن يتطور إلى كيان اتحادي. لكن بطء خطوات التكامل وحدوث خلافات ومنافسات السياسة بين دول المجلس في فترات مختلفة، على مدى ثلاثين عاماً، أدى إلى خفوت الأمل لدى الخليجيين بقيام اتحاد بين الدول الخليجية. وأحيا اقتراح خادم الحرمين الشريفين الأمل مجدداً في نفوس الخليجيين. وتأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م وعقد اجتماعه التأسيسي في أبوظبي عاصمة دول الإمارات العربية المتحدة. ويتكون المجلس من ست دول يبلغ عدد سكانها، حسب آخر إحصائية، 46.8 مليون نسمة. وتشارك اليمن التي يتم تأهيلها اقتصادياً وإعداداها للدخول في عضوية المجلس، في عدة لجان خليجية غير سياسية. وتبحث دول المجلس صيغة لعلاقة خاصة مع كل من الأردن والمغرب. وتواجه دول مجلس التعاون تحديات خطيرة في منطقة حيوية مضطربة. لا سيما العدوانية الإيرانية، والدول التي تدور في الفلك الإيراني، التي تهدد دول المجلس مما يتطلب معه البحث بجدية مسألة تحول الخليج إلى كيان اتحادي واحد. كما أن بلدانا كبرى وجدت في تفرق الدول الخليجية مداخل كي تمدد أصابعها العابثة في المصالح الخليجية والأمن الحيوي لدول للدول الخليجية.