البلاستيك مادة تصنع من النفط وهي متنوعة من حيث أشكالها واستخداماتها لذا فإن ما يقارب من 7٪ من إنتاج النفط العالمي سنويا يستخدم لتصنيع البلاستيك وعلى الرغم من فوائدها العديدة إلا أنها أيضا واحدة من أكثر المواد إضراراً للبيئة التى أنتجها الإنسان وذلك لصعوبة التخلص منها، فزجاجة بلاستيكية واحدة قد تستغرق حوالي ألف سنة لتتحلل تماماً كما أنها كانت من الملوثات الأساسية للشواطئ والمحيطات التى تهدد الحياة البحرية وتعرضها للخطر. لذا فقد قامت العديد من الأبحاث التى تهدف إلى الاستفادة من البلاستيك وذلك عن طريق إعادة التصنيع إلا أن دراسات حديثة أثبتت إمكانية إعادة تدوير الوقود بطريقة أكثر فعالية وذلك بتحويله إلى وقود. قام المجلس الأمريكي للكيمياء برعاية واحدة من هذه الدراسات العلمية التى قامت بها إحدى شركات الاستدامة الأمريكية التى تهدف إلى توفير تقنيات حديثة للاستفادة من للمواد البلاستيكية المستعملة وإعادة تدويرها إلى أنواع عديدة من الوقود كالنفط الخام وأنواع الوقود الأخرى، مما يساعد على خلق مصدر موثوق وأقل تكلفة للطاقة البديلة وذلك من خلال مرامي النفايات. وقد استخدمت هذه التقنيات بالفعل وعلى نطاق تجاري في أوروبا وآسيا. ويطلق على هذه العملية (استعادة الطاقة) ويتم فيها تحويل النفايات البلدية الصلبة إلى طاقة متجددة، فالبلاستيك يتميز باحتوائه على طاقة عالية مقارنة بالفحم أو الخشب أو حتى أنواع النفايات البلدية الأخرى مما جعل إمكانية استخدامه في إنتاج الوقود ممكنة وفعالة. ومن المتوقع أن توفر هذه التقنية للبلدان التى تستخدمها الاكتفاء الذاتي من الطاقة وذلك للحد من اعتماد البلاد على النفط الخام الأجنبي، والقدرة على تدوير كمية كبيرة من النفايات التى تشكل عبئاً على البيئة وخفض التكلفة المالية للتخلص منها، كما أنها حل فعال لظاهرة التغيرات المناخية؛ فالغازات المنبعثة من عملية إنتاج الوقود من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها أقل من تلك المنبعثة من طرق إنتاج الوقود التقليدية. وقد توصلت هذه الدراسة إلى نتيجة أن الكثير من الأشياء التي ينظر إليها على أنها نفايات غير مفيدة من الممكن أن تكون إحدى الموارد المهمة للطاقة.