استنكرت أستاذة الأزياء والمنسوجات التقليدية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة ليلى صالح البسام، من الاعتقادات السائدة لدى أغلب المجتمعات الفرنسية عن المرأة السعودية، حيث يظنونها لا تلبس غير السواد، ولا علاقة لها بالتطريز والألوان والزخرفة. وقالت البسام في حديثها ل»الشرق» واجهت خلال مشاركتي الثقافية الأخيرة التي نظمتها اليونيسكو في باريس، الكثير من الاستفسارات من قبل المجتمع الفرنسي، عن الأزياء التقليدية للمرأة السعودية، موضحة أنها نظمت معرضا للأزياء التراثية التي كان يلبسها الأجداد في السعودية قديما، إلا أنها تفاجأت بردود فعل الفرنسيين، الذين انبهروا من ألوان القطع وزخرفتها وتطريزها. وأضافت «لم تكن العباءة في التاريخ العربي للنساء، بل كانت للرجل فقط، وانتقلت للمرأة التي وجدت راحتها في ارتدائها عند الخروج من المنزل»، مشيرة إلى أن نشأة العباءة كانت في العراق، وانتقلت إلى منطقة الأحساء، وتدرجت بعد ذلك حتى وصلت لمنطقة نجد، ومنها انتشرت إلى جميع المناطق بعد توحيد المملكة، منوهة إلى تميز لباس المرأة في الجزيرة العربية قديما باتساعه واحتشامه، حيث تتفنن كل منطقة في تصميماته وألوانه. وأوضحت الدكتورة البسام أن مسمى العباءة لم يكن موجودا في العصور المتقدمة من تاريخنا، بل كانت هناك أزياء ومسميات مختلفة ك «الجلباب» و»الملاية» و»الإزار»، مضيفة أن ألوانها لم تكن محدودة باللون الأسود، وأن الأزياء لا تبقى على شكل معين، حيث إنها قابلة للتجديد والابتكار، وشددت على أن ما ينبغي مراعاته في زي المرأة الذي تخرج به أن يكون في إطار ما أوصى به الدين من حشمة ووقار.