طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة السودان بوقف غاراته الجوية على جنوب السودان، وذلك قبل ساعات من انتهاء فترة الانذار الذي وجهه مجلس الامن. وقالت كلينتون في بكين لمحاوريها الصينيين، “يجب ان نستمر معا في توجيه رسالة قوية الى الحكومة السودانية التي يتعين عليها بموجبها ان توقف فورا ومن دون شروط كل الهجمات خارج حدودها وخصوصا غاراتها الجوية الاستفزازية”. وتشارك وزيرة الخارجية الاميركية في العاصمة الصينية في “الحوار الاستراتيجي والاقتصادي” الصيني-الاميركي الذي يعقد سنويا. وفي بيان مشترك صدر بعد الحوار، شددت الولاياتالمتحدة والصين على “اهمية التشجيع على علاقة سلمية وحوار بناء بين حكومتي السودان وجنوب السودان حول المسائل الثنائية”. وتعرضت الصين، حليفة السودان منذ زمن بعيد، لانتقادات بسبب دعمها الرئيس السوداني عمر البشير الذي اصدرت ضده المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور غرب السودان. لكن بكين ارتأت حتى الان الا تنحاز الى اي من السودان او جنوب السودان وان تدعو الى تسوية سلمية للنزاع. وايدت الصين قرارا لمجلس الامن الدولي صدر مساء الاربعاء ويدعو الطرفين الى وقف الاعمال العسكرية في غضون 48 ساعة وإلا فرضت عليهما عقوبات. وقالت كلينتون “ارحب بكون الصين والولاياتالمتحدة انضمتا الى المجموعة الدولية” في هذا الملف. وبعد حرب اهلية مدمرة (1983-2005، ومليونا قتيل)، لم يتوصل السودان وجنوب السودان الى الاتفاق على المسائل التي ما زالت عالقة، وفي مقدمها ترسيم الحدود وتقاسم العائدات النفطية. وتدور معارك غير مسبوقة منذ حصول جنوب السودان على استقلاله في يوليو 2011، على الحدود المشتركة للبلدين، وتدفع الى الخشية من اندلاع حرب واسعة النطاق بينهما. (ا ف ب) | بكين