اتهم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، أمس، دولة السودان ب «إعلان الحرب» على بلاده، في ظل تصاعد التوتر على الحدود إثر معركة هجليج التي تمكنت خلالها القوات السودانية من استعادة هذه المنطقة النفطية المهمة من ايدي الجنوبيين. وصدر موقف سلفاكير، خلال اجتماعه في بكين مع نظيره الصيني هو جينتاو الذي تملك بلاده مصالح اقتصادية مهمة في دولتي السودان، خصوصاً في قطاع النفط. وكان لافتاً أن الموقف الصيني تمسك بالحياد، إذ اكتفت حكومة بكين بالقول إنها تأمل أن «يتوصل البلدان إلى حل نزاعهما بالحوار والمشاورات». وليس واضحاً ما إذا كان سلفاكير سيعرض «حوافز» على الجانب الصيني لاستغلال النفط الذي تنتجه دولة الجنوب، والذي أعلن الرئيس عمر البشير أنه لن يمر بعد الآن في أنابيب التصدير التي تعبر أراضي السودان. وأفادت تقارير في جنوب السودان أن الصينيين يتجهون إلى بناء منشآت لتكرير النفط في الجنوب قبل نهاية هذه السنة، من دون أن يتضح كيف سيتم تصدير النفط الذي سيتم تكريره إذا أصر السودان على إقفال الأنابيب. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أمس: «ندين بشدة العمليات العسكرية السودانية في جنوب السودان. على السودان أن يوقف فوراً القصف الجوي والمدفعي لجنوب السودان». وهذا الموقف مماثل لدعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الخرطوم لوقف غاراتها على الجنوب، وهي غارات تكررت أمس، بحسب ما أكد مسؤولون جنوبيون تحدثوا عن قصف جوي استهدف مجدداً ولاية الوحدة الغنية بالنفط. غير أن ناطقاً باسم الجيش السوداني كرر نفيه أن تكون طائرات الخرطوم قصفت مواقع في أراضي دولة الجنوب. وفي بانيتو عاصمة ولاية الوحدة، أعلن مساعد رئيس أجهزة الاستخبارات العسكرية في دولة الجنوب ماك بول انه تلقى معلومات تفيد بأن الجيش السوداني يستعد لشن هجوم على عاصمة الولاية بعدما استعاد في نهاية الأسبوع الفائت السيطرة على هجليج في ولاية جنوب كردفان المجاورة. وقال الناطق باسم الجيش الجنوبي فيليب أغوير للصحافيين في جوبا إن طائرة «انتونوف» روسية الصنع قطعت نحو 40 كيلومتراً داخل أجواء أراضي الجنوب وقصفت مناطق تشوين وباناكواش ورولياق (ولاية الوحدة). وأضاف: «ليس لدينا وقف إطلاق نار مع السودان... الخرطوم تعلن الحرب يوماً بعد يوم». وقال مسؤول في القوة السودانية التي استعادت منطقة هجليج نهاية الأسبوع الماضي إنهم أسروا نحو مئة من العسكريين الجنوبيين منهم ضباط كبار وعناصر من متمردي «حركة العدل والمساواة»، وذكر أن بين الأسرى جنوداً أوغنديين، مؤكداً أنهم يعاملون معاملة الأسرى وفق اتفاق جنيف.