قررت معلمة في روضة أطفال أن تجعل الأطفال يلعبون لعبة لمدة أسبوع واحد فطلبت من كل طفل أن يحضر كيسا به عدد من ثمار البطاطس وعليه أن يكتب على كل حبة بطاطس اسم الشخص الذي يكرهه، وفي اليوم المحدد أحضر كل طفل كيس بطاطس مكتوب على كل واحدة اسم الشخص الذي يكرهه، فالعجيب أن بعضهم أحضر ثمرة بطاطس واحدة وبعضهم ثلاثا وبعضهم خمسا.. وبعد ذلك بدأت المعلمة تشرح لهم قواعد وشروط اللعبة وهي أن يحمل كل طفل كيس البطاطس معه أينما يذهب لمدة أسبوع كامل، وبمرور الأيام أحس الأطفال برائحة كريهة تخرج من الكيس وعليهم أن يتحملوا الرائحة كما أحسوا بثقل الكيس وعليهم أن يتحملوا ثقل الكيس، وكلما كان عدد البطاطس أكثر كانت الرائحة أكبر والكيس أثقل. وبعد مرور أسبوع فرح الأطفال لأن اللعبة انتهت. عقدت المعلمة اجتماعا عاجلا مع الأطفال بعد انتهاء اللعبة وسألتهم عن شعورهم وإحساسهم أثناء حمل الكيس ذي الرائحة الكريهة فعبروا عن صعوبة الأمر.. فقالت المعلمة هذا الوضع هو ما يحدث لنا عندما نحمل في قلوبنا كرها أو حقدا لشخص ما.. فإذا تعبنا من حمل كيس البطاطس وتعبنا من تحمل الرائحة الكريهة فما بالكم بقلوبنا وهي تحمل أشخاصا لا نحبهم! سوف تصبح ثقيلة وبرائحة كريهة ونخسر جمالها وحجمها المناسب لأجسامنا.. وانتهت اللعبة وانتهى الاجتماع وانتهى الموقف ولكن سوف يبقى أثر التجربة والدرس يكبر في ذاكرة أطفال الروضة كلما زادت السنون وكلما كبر الجيل وكلما اتسعت العلاقات وكثرت الأحداث.