خيم الحزن على الوسط الفني وكسا وجوه حشود المشيعين الذين حضروا لإلقاء النظرة الأخيرة على الملحن الراحل صالح الشهري وتشييع جثمانه الذي واراه الثرى بعد صلاة العصر أمس، في مقبرة النسيم بالرياض وسط حضور عدد من رواد الوسط الفني والشخصيات الاجتماعية والإعلامية. و كان جامع الراجحي بالرياض قد شهد أمس توافد محبي الراحل صالح الشهري من كل حدب وصوب للصلاة عليه قبل الاتجاه إلى المقبرة التي حضر إليها عدد من الشخصيات الفنية من أبرزها ناصر القصبي وعبدالمجيد عبدالله وراشد الفارس والكويتي عبدالله الرويشد والإماراتي حسين الجسمي والفنان الشاب محمد المشعل. وبدت ملامح الحزن والأسى واضحة على جميع من حضر في ظل العلاقة المميزة التي كانت تربط الشهري بمحبيه. وتحدث رفيق دربه الأستاذ عبدالله الغامدي ل«الشرق» قائلا « رحمه الله كان أكثر من الأخ، رحل الأخ والصديق والفنان صالح الشهري عسى ربي أن يتغمد روحه الجنة « وأشار الغامدي إلى أن عزاء المرحوم صالح الشهري سيكون بداية من يوم أمس الأربعاء في منزل أخيه، الجمعة سيكون في مدينة جدة، والسبت في منزله في الدمام من الساعة الرابعة عصرا بإذن الله ». ومن ناحيته أكد الفنان عبدالله الرويشد الذي أصر على حضور التشييع وجاء إلى الرياض برا على سيارته الخاصة أن الخليج والوطن العربي فقدوا شخصية مميزة ومحبوبة من الجميع مشيرا إلى أن الشهري كان مثالا حيا للملحن الإنسان المحب للصغير قبل الكبير وأوضح أن السنوات الطويلة التي ارتبط فيها بعلاقة ود وصفاء مع الشهري شاهد على نقائه وطيب تعامله. فيما وصف الفنان ناصر القصبي رحيل الملحن القدير صالح الشهري بالخسارة الكبيرة للمجتمع عامة وللوسط الفني خاصة موضحا أنه كان من أنبل الشخصيات التي التقاها في ظل طيبة قلبه وتعامله الراقي. وقال القصبي إن للشهري أسهامات كبيرة في مجالات عدة مؤكدا أنه كان من رواد الوسط الفني الذين وضعوا بصمة واضحة ستبقى خالدة إلى الأبد. وفي زاوية أخرى من مقبرة النسيم لم يستطيع عبدالمجيد عبدالله إخفاء الحزن العميق الذي سكن قلبه حيث أكد أنه فقد واحدا من الأسماء الكبيرة التي كان لها دور فيما وصل إليه الفن الخليجي وقال: للشهري بصمة خاصة في حياتي الفنية والشخصية حيث كان يتسم بحرصه التام على نجاح كل من يتعامل معه إضافة إلى أن هناك جوانب إنسانية كثيرة قد تخفى على البعيدين عنه على اعتبار أنه من محبي الخير وله إسهامات كثيرة على الصعيد الاجتماعي إلى جانب أنه رائد الأغنية الحديثة. أما الشاعر علي عسيري فعجز عن حبس مشاعره بعد أن كان من أشد الناس تأثرا لوفاة صالح الشهري وهو الأمر الذي انعكس عليه بوضوح خلال تشييع الجثمان وقال والعبرة تخنقه: الشهري ترك بصمة في الأخلاق المميزة والصفات الحميدة فقد كان الأخ والأب لجميع الفنانين والشعراء من حوله يملك قلبا طاهرا نقيا لا يسكنه إلا الحب فقط ويحتل مكانة خاصة في قلوب الجميع وأضاف: مصابنا كبير ونسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته فقد كان تأثيره واضحا وملموسا ودائما، ابتسامته لا تفارق محياه ومواقفه النبيلة لا تنسى. ويؤكد الفنان الإماراتي حسين الجسمي أن حضوره من الإمارات إلى الرياض أقل شيء يمكن تقديمه للوفاء في حق من يستحق الوفاء وقال « صالح الشهري رمز إنساني وفني وعنوان واضح لرقي الذات والخلق الرفيع و رحيله آلمنا جميعا عطفا على المكانة التي يحتلها ». وبدوره أبدى الفنان راشد الفارس حزنه الشديد على رحيل الشهري الذي لا يختلف اثنان على روعته والذي لم يحدث وسمع عنه غير عبارات المديح والثناء. وكان ل«الشرق» وقفة أخيرة في مشهد كان الأكثر والأقوى تأثيرا عندما ذرف الفنان الشاب محمد المشعل دموعه حزنا على وداع الشهري الذي ظل مرافقا له طوال فترة مرضه في المستشفى وقال «الحمد لله على قضائه وقدره وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته». وأضاف «اعتبر الشهري الأب الروحي لي وعلاقتي به لا يمكن أن اختزلها في كلمات فقد قدم لي الكثير واعتبره صاحب البصمة الواضحة في حياتي ورحيله سيترك في حياتي فراغا كبيرا لا يمكن تعويضه مشيرا إلى أنه رغم كل آلامه إلا أنه كان يحاول إشعار من حوله بأنه بخير ومتفائل بابتسامته التي لن أنساها إلى جانب حرصه على سعادة الآخرين حتى لو كان ذلك على حساب الألم الذي كان يسكنه». إلى المقبرة الرويشد في لحظة حزن ناصر القصبي قبل الصلاة على الفقيد حسين الجسمي من أول المعزين أحباؤه أجمعوا: الفن الخليجي خسر قامة من قاماته والشهري رحل جسداً وسيبقى عطاؤه مستمراً