انتقل إلى رحمة الله الملحن صالح الشهري بعد معاناة طويلة مع المرض وذلك في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وكان الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز قد أصدر أمرا خلال الأيام الماضية بعلاجه خارج المملكة إلا أن الفريق الطبي فضل عدم ذهابه للخارج إلا بعد أن تستقر حالته ولكن قضاء الله وقدره حال دون ذلك، وسيصلى عليه – رحمه الله – بعد صلاة العصر في جامع الراجحي في العاصمة الرياض .. والشهري – رحمة الله عليه – كان من أهم الأسماء الفنية على مستوى الخليج حيث تعاون مع العديد من الفنانين وكان الشهري الذي ولد في مدينة القنفذة على ساحل البحر الأحمر قد تخرج من قسم الإلكترونيات في معهد السلاح والطيران في الظهران و ترأس قسم الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون في الدمام في بداية الثمانينيات. ونعى عدد من الفنانين والملحنين والشعراء رحيل الملحن المخضرم صالح الشهري الملقب بمنجم الألحان، ووصفوا رحيله بالخسارة الكبيرة للوسط الفني السعودي والخليجي والعربي، مؤكدين أن رحيل الشهري كان بمثابة الصدمة بعد معاناة طويلة مع المرض. وأشاروا إلى أن الشهري عرف بدماثة خلقه وأسلوبه اللطيف في التعامل مع الجميع، مشددين على أنه قدم إبداعات غنائية لاتنسى في ذاكرة المستمع العربي. وعدوا الشهري مدرسة موسيقية متفردة قدمت الأغاني الوطنية والعاطفية، وكان متنوعا حيث قدم اللحن الكلاسيكي واللحن الشبابي الحديث. وطالبوا بتكريم الشهري على ما قدمه من عطاءات فنية، إضافة لتوثيق كل ألحانه لتكون مرجعية لكل دارسي الموسيقى والمهتمين بها.«الشرق» تواصلت مع عدد من الفنانين الذين تعاونوا مع الراحل، بداية وصف فنان العرب الفنان محمد عبده رحيل الشهري بالخسارة الكبيرة، مؤكدا أنه كان حريصا على التواصل مع الراحل والاطمئنان عليه دوما. واعتبر عبده الشهري واحدا من أهم من خدموا الأغنية السعودية مستذكرا رحلة طويلة من التعاونات الفنية مع الراحل سواء على المستوى العاطفي أو الوطني على غرار أغنية (العنا) و(شمس الليل). وختم عبده حديثه داعيا للفقيد بالرحمة والغفران، ومطالبا في الوقت نفسه بتكريم الراحل على ما قدمه من أغان وطنية وعاطفية ستظل محفورة في ذاكرة المستمع العربي. كما ذكر الفنان عبدالمجيد عبدالله أن الشهري من أقرب الملحنين إلى قلبه وتربطه علاقة قوية على الصعيد الشخصي وقال:»أولا نسأل الله أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان فالشهري كان صاحب قلب كبير يحتوي الكل، فهو محبوب من الكثيرين من الوسط الفني وأنا شخصيا تربطني به صداقة قوية بخلاف تعاوني معه من خلال عدد من الأغاني والتي كان لها أصداء رائعة مثل «متغير علي»،«روحي تحبك»،« يا بعدهم كلهم» ،»تنتظر كلمة أحبك» ،«علمني أمسح دمعتي»، «رهيب »و«يا حظ عينك» وأضاف عبدالمجيد:«الوسط الفني فقد شخصية مؤثرة في الأغنية وبالتأكيد فإن غيابه سيشكل تأثيرا على الأغنية نسأل الله له الرحمة والمغفرة». كما أبدى الفنان عبادي الجوهر حزنه العميق على رحيل الفنان صالح الشهري، معتبرا أن رحيل الشهري خسارة كبيرة للفن ليس في السعودية فحسب بل في الوطن العربي كله . ولفت الجوهر إلى أن الأغاني التي قدمها من ألحان الراحل تعتبر من أفضل ماغناه مثل أغنية « كل ليلة اتذكرك» والتي اعتبرها من أفضل ماقدمت في مسيرتي الفنية، وقدم الجوهر تعازيه الحارة لأسرة الفقيد سائلا الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح الجنان. أما الفنان رابح صقر فبدأ حديثه بتنهيدة طويلة أتبعها بقوله :«لاحول ولاقوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون» وهذه هي سنة الحياة وكلنا سائرون على هذا الطريق رحمة الله عليه فهو كان شخصا أجبر الجميع على احترامه وأنا اعتبره فقيد الوسط الفني. وكان الشهري قد تعاون مع رابح صقر في عدد من الأغاني منها «لاتجي»و«تظلمني» و«تحملتك». فيما أشار الفنان راشد الفارس أن الملحن صالح الشهري من أهم أسباب بروزه وقال:«لا أستطيع إلا أن أقول رحمة الله عليه وألهم أهله الصبر والسلوان فهو شخص لن أنسى وقفته معي على الصعيد الشخصي أو الفني والذي كان له أثر مهم في مسيرتي الفنية». من جهته أكد الدكتور محمد الرصيص رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، أن الملحن صالح الشهري رحمة الله عليه كان محل تقديرنا واعتزازنا بكل ماقدمه في مشواره الفني من أعمال موسيقية تجاوزت 850 لحنا جعلته واحدا من أبرز الملحنين العرب. ناهيك عن كونه أحد أبناء الجمعية والمؤسسين لها في الدمام عندما ترأس قسم الموسيقى هناك، وأثرى الجانب الفني باحتضانه للعديد من الأصوات وتأسيسه للفرقة الموسيقية التي قدمت لنا جيلا من الموسيقيين والفنانين بفضل جهده وحرصه على وضع الأسس السليمة للنهضة الفنية في الإقليم الشرقي من بلادنا العزيزة. من جانب آخر قال المخرج فطيس بقنة أن لسانه يعجز عن وصف صالح الشهري قائلا « إذا كنت تتكلم عن روعة صالح الإنسان فأنت تتكلم عن روعته كفنان فكل الصفات موجودة فيه ويملك مالا يملكه الآخرين، الشهري ملك قلبا كبيرا عطوفا، دائم الابتسامة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، كان مخلصا في أداء عمله دائما قريب من قلوب الناس، تعاونت معه في أعمال كثيرة من أكبرها وأبرزها أوبريتات الجنادرية «عهد الخير» و»فرحة وطن « زرته في المستشفى قبل سفري وكانت الابتسامة لا تفارقه، إنا لله وإنا إليه راجعون. وبنبرة حزن قال الفنان راشد الشمراني « إنا لله وإنا إليه راجعون إنها فجيعة على كل المستويات الشخصية والفنية، فصالح صديق قريب من النفس، وهو قامة كبيرة جدا في عالم الأغنية السعودية، إنسانية صالح وجماله وبساطته وعمق موهبته خسارة شخصية، لا أستطيع القول إلا أن الوسط الفني فقد إنسانا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ». أما الملحن نبيل الغانم فقد علق على خبر وفاة الشهري قائلا «أعزي أسرته وأعزي نفسي في هذا الصديق، فقد كان لي بمرتبة الأخ الأكبر، إنا لله وإنا إليه راجعون». فيما تحدث الملحن عبدالرحمن الحمد عن وفاته قائلا « ونعم الرجل يعجز اللسان في هذه اللحظة عن التعبير، أنا أكن له كل حب وكل احترام، الشهري فنان جميل من أجمل الفنانين الذين التقيتهم، كان رحمه الله محبا للخير لا يتصف بالأنانية، يحب لنفسه ما يحبه لغيره، هو للوسط الفني خسارة كبيرة لن نستطيع تعويضها بسهولة». من جهته تحدث الفنان سمير الناصر عن وفاة الشهري قائلا «الشهري صديق عزيز عشت معه أجمل أيامي، فقد كان أول لقاء لي معه في مدينه الدمام وهو يستعد للسفر لمدينة بيروت فقد كان رجلا مؤمنا رحمة الله عليه، جميع من في الوسط تفاجأ بمرضه واليوم فوجئنا برحيله، إنا لله وإنا إليه راجعون ». كما تحدث الفنان الشاب محمد الزيلعي عن وفاة الشهري قائلا «رحمه الله كان أخا كبيرا ومعلما، كنت ساجتمع معه لقرار عمل غنائي يجمعني معه، ولكن مرضه حال دون ذلك، تعجز الكلمات عن وصف هذا الملحن، فهو كما لقبه المتخصصون، منجم الألحان السعودية، إنا لله وإنا إليه راجعون ». علاقة وطيدة جمعته مع فنان العرب