أكد مدير عام ميناء الملك فهد الصناعي بينبع الكابتن عبدالله بن عواد الزمعي على ما تمثله الموانئ البحرية من أهمية في دعم اقتصاديات الدول وتوفير الرخاء والازدهار لشعوبها، حيث تمثل التجارة البحرية عبر الموانئ 90% من حجم التبادل التجاري العالمي، ومن هذا المنطلق دأبت الحكومات في إنشاء الموانئ وتجهيزها بالمعدات والقوى البشرية والنظم الإلكترونية في سبيل تحقيق قصب السبق في مجال استقطاب الخطوط الملاحية الكبرى، كي تكون موانئ محورية فاعلة على المستوى العالمي.وأشار إلى أن تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل، إذ إن البنى التحتية الحديثة والمعدات التقنية عالية الأداء ونظم تبادل المعلومات السريعة بالموانئ ليست كل شيء، مؤكدا أنه لتحقيق النجاح في أعمال الموانئ هناك مثلث مهم يتمثل في (الأمن – السلامة – الأداء التشغيلي) لابد من توافره بأي ميناء وفقدان أحد أضلاع هذا المثلث يعني فشل الميناء في أداء مهمته وتلك العوامل الثلاثة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق الإنسان فهو المحرك الأساس في دورة العمل. وأشاد الزمعي باهتمام المؤسسة العامة للموانئ بهذا الجانب الحيوي المهم، إذ إنها دأبت على المشاركة في المنتديات والمؤتمرات المحلية والعالمية لأهداف عدة تتمثل في تبادل الآراء مع المختصين في هذه الصناعة المهمة، التي تسعى لاستقطاب حصة هامة ومناسبة من التجارة البحرية العالمية وخاصة في مجال منافسة الحاويات والبضائع وتطوير مهارات العاملين بالموانئ من خلال حضورهم لتلك الملتقيات والمؤتمرات وورش العمل المتخصصة. وأضاف أنه نظراً لما لورش العمل من أهمية بالغة في الارتقاء بالأداء البشري وهو الهدف الرئيس لكل منشأة وانطلاقاً من هذا المفهوم، فقد تبنى وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ الفكرة التي طرحتها المؤسسة بإقامة ورشة عمل بميناء الملك فهد الصناعي بينبع تحت مسمى (المعايير الفنية والإدارية للموانئ التجارية والصناعية) تتضمن ثلاثة محاور رئيسة هي (الأمن – السلامة – الأداء التشغيلي) تنفذ هذه الورشة عبر نخبة من المتخصصين بقطاع الموانئ من الداخل والخارج ويحضرها العديد من العاملين بالموانئ التجارية والصناعية، حيث تهدف هذه الورشة إلى طرح وتبادل الآراء والأفكار بين المتخصصين من خلال محاورها الثلاثة بما يحقق كفاءة الأداء بالموانئ وفق المعايير الدولية سواء في المجال التشغيلي أو الأمني أو مجال السلامة، مضيفا أن عقد هذه الورشة هي فرصة لإثراء خبرات العاملين بالموانئ السعودية إلى جانب أنها تشكل فرصة مواتية لتسويق خدمات الموانئ السعودية محلياً وخارجياً للمستثمرين بقطاعي التشييد والبناء أو المستثمرين بصفة مباشرة بإدارة محطات الميناء والصناعات المرادفة لها في صناعة النقل البحري بكافة مجالاتها، مشيرا إلى أن إقامة هذه الورشة ستكون بداية لإقامة ورش وملتقيات متتابعة في المستقبل بالمملكة لإبراز الدور الرائد للمسؤولية المهنية والدور الفاعل للمؤسسة العامة للموانئ في دعم الاقتصاد الوطني والمساهمة في تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي بالمملكة.