الدمام – بيان آل دخيل مظفر: المثقف إنسان يناقش ويفرح ويمزح ويقول نكتة ويسخر ويغضب الصدير: المثقفون ضمير حي لأحلام شعوبهم دون تطبيل أو تصفيق أو مداهنة آل حمادة: استعنت بأصدقاء على فيسبوك لاختيار عنوان كتابي المقبل الشمري: حبذا لو نراعي الله في ما نكتب.. فكم من كلمة شهدت ضد قائلها يلاحظ المتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي وجود مثقفين ومثقفات بعد زمن طويل كانوا فيه كالنجوم التي لا تنال، لكن فيسبوك وتويتر سمحت للقارئ والكاتب بالحضور والمشاركة، ولم يعد الأخير ذلك النجم البعيد. حليمة مظفر تقول الكاتبة والإعلامية حليمة مظفر إن أحد أسباب انضمامها إلى فيسبوك هو أحاديث الأصدقاء والزملاء التي جذبتها نحوه منذ ثلاث سنوات، بالإضافة إلى شعورها ككاتبة برغبة في التواصل مع القراء، ومعرفة صدى ما يكتب لهم. وأكدت أنها مع مرور الأيام اكتشفت أنه سمح لها بحرق المسافات الجغرافية، ووجدت فيه مكاناً تلتقي فيه مع الأصدقاء والصديقات من المثقفين والمثقفات، من داخل المملكة وخارجها. وتتابع مظفر عدداً من الأصدقاء والزملاء، ويتابعها بعضهم، بالإضافة إلى متابعيها من القراء الذين تسعدها متابعتهم «صحيح ليس كلهم من فريقك، أي الذين يريدون متابعتك عن حب وإعجاب، لكنها فرصة مثمرة وممتعة للحوار». وترى مظفر أن ما يحدث من سجالات بين المثقفين على هذه المواقع أمر طبيعي «المثقف والمثقفة، خصوصاً إن كانوا أسماء معروفة، هو في تويتر والفيسبوك إنسان؛ يناقش ويفرح ويمزح، ويقول نكتة، أو يسخر، وأيضاً يغضب». وتأسف مظفر على حال بعض القراء والقارئات الذين يعتقدون أن المثقف أشبه بورقة الجريدة الصامتة التي يقرأون فيها مقاله، أو يتابعونه من خلالها. وتعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعية تشكل تحدياً حقيقياً للمثقف والمثقفة «فهل يريد منها محلاً دعائياً له فقط، أم يريد أن يعيش إنسانيته، ويستفيد من متابعيه كما يريدون هم الاستفادة منه!». وباغتت الشاعر زكي الصدير الصدمة الإلكترونية عام 2002 بعد تغيبه عن المشهد الحضاري والثقافي لمدة ست سنوات لظروفه الخاصة. وبدأ في التواصل عبر بعض المواقع الإلكترونية، التي أقفلت أبوابها لاحقاً بعد «سطوة مملكة الفيسبوك التي سرقت الكعكة، وسحبت البساط من تحت الجميع». والصدير الذي يشارك في فيسبوك منذ عام 2008، يرى أن الكاتب في ظل غياب القنوات الرسمية التي تتبنى صوت المعارضة سيلجأ إلى فضاء أكثر حرية يعبر فيه عن آرائه وأفكاره، وينشر فيه نصوصه بحرية كبيرة، بمعزل عن الرقيب الكلاسيكي، وبمنأى عن المنبر الرسمي المؤدلج. زكي الصدير ويعد الصدير حالات السجال بين المثقفين حالة صحية وإيجابية «مهما علت تفاهتها اليومية، أو تعمقت في حالاتها الإنسانية»، مضيفاً أنها «ستولّد مفهوماً جديداً لثقافة الاختلاف بشكلها الطبيعي، دون المساس بشخصنة المسائل وتحويلها لثارات شخصية». وقال الصدير إن دور المثقفين على هذه المواقع «أن يكونوا ضميراً حياً وصادقاً لأحلام شعوبهم، دون تطبيل، أو تصفيق، أو مداهنة لأحد»، متمنياً أن يكونوا صادقين وحقيقيين «ف»ماكياج» التملّق سرعان ما تشطفه مياه المواقف». ووجد الكاتب حسن آل حمادة في شبكات التواصل الاجتماعي فرصة للتواصل مع شريحة تتوق لاستخدام التقنية الحديثة «فمن لا يقرأ لي منتجاً ورقياً يمكنني اصطياده إلكترونياً». ويقول آل حمادة: هكذا بدأت مع شبكة (نتالوج)، لكنني تخليت عنها سريعاً، عندما وجدت ضالتي في فيسبوك وتويتر، أما يوتيوب فلا أستغني عن مشاهدات مواده الثرية والمتنوعة، ويتكرّم عليّ بعض المحبين ببث مشاركاتي الفضائية والإذاعية فيه. ويشير آل حمادة إلى أن فيسبوك أعاد له صداقات ظنها اندثرت منذ أكثر من عقدين «أما التواصل مع المثقفين والمتابعين، فهو الهدف الأساس من دخولي هذه الشبكات، وقد قطفت ثمرات ذلك في أكثر من منتج ثقافي قدمته، أو اشتغلت عليه. ومن الأمور الطريفة أنني استعنت بأصدقائي على فيسبوك لمشاركتي في اختيار عنوان كتابي المقبل، الذي يحوي بعض ما أنشره».ويعتقد آل حمادة أن السجالات الثقافية مطلوبة بين المثقفين، وبينهم وبين عامة الناس، على حدٍّ سواء، ولذلك قلت في تغريدة «الآخر هو مرآتي التي أُحب! لهذا أحافظ عليها دائماً؛ لأبصر بها ذاتي!». حسن آل حمادة ويؤكد أن المثقف سيفقد مصداقيته حينما يتعالى على غيره، أو حين يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، ويغفل حق الآخرين في الاختلاف معه، لكنه حين يتساجل بمرونة وسعة صدر، وقبول للرأي الآخر، فإنه سيحظى بشعبية أكبر. إذ لا يصح أن تتقاتل مع الآخرين لتقنعهم بما تؤمن به! وكما تقول الحكمة الإغريقية، وبالمختصر المفيد: قُل كلمتك وامْشِ. وتعد القاصة شيمة الشمري أن دخولها الحقيقي لمواقع التواصل الاجتماعي عبر فيسبوك بدأ منذ عام تقريباً، وهي حسب تعبيرها مقلة ومبتدئة في تويتر حتى الآن. وتستخدم الشمري فيسبوك لمعرفة نشاط الزملاء الثقافي، ومتابعة مقالاتهم، ونشر ما تكتبه في الصحف المحلية. وتضمن هذه المواقع حرية الكتابة والمناقشة دون مقاطعة، أو تحجيم، حسب الشمري. وترى الشمري أن ما يحدث من سجالات بين المثقفين أمر طبيعي «فالسجال مع المثقف الواعي مكسب يعود بفائدة حتى مع الاختلاف، لكنها مباراة خاسرة بين مثقف يحكم فكره وعقله، وبين أشباه مثقفين يجيدون فقط حمل الطبول وقرعها». وتضيف الشمري «مع الأسف، أصبحنا نكتة العالم هذا العام بهذا الهراء...». وتجد الشمري التواصل ثقافيا معرفيا أكثر من كونه اجتماعياً على هذه المواقع، و»من محاسنها ربطها للأدباء والمثقفين والمهتمين من جميع أنحاء المعمورة». ودعت الشمري المثقفين إلى عدم التمادي «وجودنا في هذه المواقع، والحرية المتاحة لنا في التعبير والكتابة، لا تعني أن نتمادى، ويا حبذا أن نراعي الله في ما نكتب، فكم من كلمة شهدت ضد قائلها كاتبها». ودخل الكاتب سعيد الوهابي شبكات التواصل الاجتماعي عام 2008، ويطرح في المواقع أشياء تتقاطع واهتماماته، مؤكداً «لكل موقع ميزة معينة، ولكل شخص خياراته، وبالنسبة لي، أكرر المحتوى، والمحتوى فقط». واستفاد الوهابي من شبكات التواصل الاجتماعي كثيراً، وكسب عدداً من الصداقات المميزة.ويتحيز الوهابي لأن تكون السجالات التي تحدث صحية «أملي الكبير أن يستفيد المتلقي فعلاً من هذه السجالات، فما يحدث أجده صراعاً بين طرح عقلاني مثير للأسئلة حول التقدم والنهضة والديموقراطية والتغيير، وبين ما هو عاطفي ويعنى بالقشور، ويكسب كثيراً من الشعبية، وبين حانا ومانا ضاعت لحانا».ويرى الوهابي أن ما أوجدته شبكات التواصل الاجتماعي من صناعة منبر جديد يسمح لكل شخص أن يعبر عن رأيه وموقفه في قضايا الرأي العام، مكسباً جيداً تجب المحافظة عليه. الصدير يشارك بصور لمؤلفاته على فيسبوك (الشرق)