كان الاستحمام في عيون المياه في المنطقة الشرقية قبل الزواج يسمى «يوم الغسلة»، وتوضح الحاجة رباب أنَّ موعد «يوم الغسلة» قبل العرس بيومين، فتذهب العروس برفقة«الداية» وهي امرأة تتولى تزيين العروس، مع بعض نساء القرية للاستحمام في العين، ويغنين طوال الطريق إلى العين، بينما تتولى«الداية» تحميم العروس من رأسها إلى أخمص قدميها، وتغسل شعر العروس بالطين الخويلدي، وجسدها بالصابون، وبعد الخروج من العين يتم«تعقيب» العروس، بجعلها تروح وترجع وسط دائرة من النساء، ثم يعدن إلى بيت العروس لتناول الغداء.وأرجعت الحاجة فاطمة السهيل اندثار هذا الموروث الشعبي إلى نضوب العيون في المنطقة. وتضيف أنَّ البدائل الحديثة في أسلوب الاحتفال بالأعراس، ساهمت في اندثار «يوم الغسلة». وتتابع»كان أبو العروس قديماً يستأجر حافلة أو اثنتين صباح»يوم الغسلة»، ويوقفهما أمام باب بيته لمن أرادت مشاركة ابنته الذهاب إلى العين والاستحمام معها خاصة إذا كانت العين بعيدة عن القرية. وأكدت«مليكة» إحدى العاملات في مركز تجميل نسائي، أنَّ الحمام المغربي بدأ بالانتشار في المملكة تسعينيات القرن الماضي، موضحةً أنه بدأ عن طريق المستشفيات الخاصة الباهظة الثمن، ثم انتقل إلى المراكز النسائية التجميلية الكبرى بأقل الأسعار، باستخدام التبخير أي التعرض لبخار الماء للاسترخاء وفتح مسامات الجلد، ثم تقشيره بليفة خاصة؛ وبعدها تدليك الجسم بالزيوت الطبيعة لتحسين الدورة الدموية والتخلص من الشوائب.وذكرت أنّ العروس اليوم تفضل أن تشترك في برنامجٍ متكامل لتعتني بجسدها قبل يوم زفافها بشهرٍ تقريباً، ويعدُّ حمام البخار المغربي أحد هذه البرامج المخصصة للعروس، لافتةً إلى أنه حمام لكامل الجسم على الطريقة المغربية، باستخدام الصابون الأسود والطين المغربي، حيث يساعد بمكوناته الطبيعية التخلص من الجلد الميت الذي لا يكفي الاستحمام اليومي لتخليص الجسم منها. حمامات حديثة