أعلنت المنطقة العسكرية الجنوبية وأمن محافظة عدن حالة استنفار قصوى تحسبا لهجمات تفيد معلومات أمنية أن تنظيم القاعدة قد يشنها عن طريق البحر. وتلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن معلومات عن وجود عشرة زوارق مجهولة في عرض البحر يشتبه أنها تابعة لعناصر القاعدة تحاول التسلل عبر البحر إلى عدن. وطالبت إدارة أمن عدن أمس المواطنين بالإبلاغ عن أي وجود لعناصر مشبوهة لحماية المدينة وسكانها من تسلل القاعدة. وذكر مصدر أمني رفيع في مصلحة خفر السواحل ل»الشرق» أن مدينة عدن مكشوفة بالكامل من جهة البحر ولا توجد أي حماية أمنية كما تدعي المنطقة الجنوبية وإدارة أمن عدن وأن تنظيم القاعدة باستطاعته – لو أراد – أن يدخل إلى القاعدة البحرية وخفر السواحل والموانئ وأخذ ما يريد من زوارق والذهاب إلى حيث يشاء. وقال المصدر إن عناصر من البحرية غير مدربة وعددها لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة يقومون بحراسة القاعدة البحرية في حال هاجمهم التنظيم من البوابة الرئيسة في «التواهي» فلن يكون بمقدور هذه العناصر الدفاع عن نفسها ناهيك عن حماية قاعدة بحرية. وقال المصدر إن هناك أشياء مريبة وغير مفهومة فيما يتعلق بالوضع الأمني في محافظة عدن حيث إن عددا كبيرا من المرافق المهمة لا تخضع لحماية أمنية كافية في الوقت الذي يتحرك تنظيم القاعدة في عدن بحرية تامة. وأضاف أن «أم مصافي» عدن دخل إلى جوارها عناصر القاعدة الأسبوع الماضي وعادوا دون أن يكون هناك حماية باستثناء نقاط أمنية صغيرة غير جاهزة لمواجهة خطر القاعدة. ونقلت «الشرق» هذه المعلومات إلى مسؤول أمني رفيع في إدارة أمن عدن الذي بدوره اتهم وزارة الداخلية في صنعاء بعدم الاستجابة لطلب أمن عدن بإيفاد تعزيزات أمنية إلى عدن لحماية المدينة من خطر القاعدة والانفلات الأمني. وقال المسؤول الأمني إن 60% من قوام الجهاز الأمني في محافظة عدن غير موجود ويرفض أفراده العودة إلى الخدمة ووزارة الداخلية ترفض تعزيز المحافظة بقوات إضافية وهو ما يجعل إدارة أمن المحافظة عاجزة تماما عن القيام بدورها في حماية أمن المحافظة من أي مخاطر تتهددها. وكشف قيادي بارز في الحراك الجنوبي ل»الشرق»: عن تشكيل الحراك لجانا شعبية وتسليحها لتقوم بحماية المدينة من أي وجود أو تسلل أو اقتحام من قبل القاعدة. وقال القيادي إن السلطات الأمنية تتآمر على عدن لتسليمها للقاعدة ولن يقوم بحمايتها غير أبنائها واللجان الشعبية هي من سيحمي عدن كما حمت هذه اللجان لودر، وإن الجنوبيين قادرون على حماية أنفسهم دون حكومة نظام الشمال التي تعمل مع القاعدة حسب وصفه.