كشف مصدر عسكري رفيع المستوى في اليمن ل «الشرق» أن الحكومة اليمنية استنجدت بالجانب الأمريكي وطلبت منه تدمير المعدات العسكرية التي سيطر عليها تنظيم القاعدة في هجومه الأحد قبل الماضي على مركز قيادة الجيش في محافظة أبين الجنوبية. وفي سياق متصل، وجّه الرئيس اليمني الجديد، عبد ربه منصور هادي، قيادات القوات البحرية برفع درجة الجاهزية لمواجهة أي تحرك لتنظيم القاعدة او الجماعات المسلحة ضد أهداف بحرية أو محاولة التسلل عن طريق البحر إلى داخل البلاد. وبعد توجيه هادي بيوم واحد، زار قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي، اللواء الركن بحري رويس عبدالله علي مجور، التشكيلات القتالية للقوات البحرية في خليجي البحر العربي والبحر الأحمر.ووجه قائد القوات البحرية كتيبة الكوماندوز البحرية بالاستعداد لأي مهام قتالية والاستعداد لحماية سواحل عدن وأبين من تسلل عناصر للقاعدة بعدما سجلت السلطات اليمنية الشهر الماضي أعلى نسبة تسلل عبر البحر إلى داخل البلاد، حيث تم ضبط قوارب عديدة تحمل متسللين أجانب كان يعتزم غالبيتهم التوجه إلى مقر تمركز تنظيم القاعدة في أبين.ووجهت وزارة الداخلية خلال الأيام الماضية بتشديد الإجراءات الاحترازية لمنع تسلل عناصر من حركة الشباب الصومالية المنتمية للقاعدة إلى أبين بعد رصد معلومات في هذا الجانب. وأعلنت الداخلية إلقاء القبض على أربعة صوماليين على الطريق الذي يربط محافظتي لحج وأبين على خلفية الاشتباه بصلتهم بتنظيم الشباب الذي أرسل قرابة 300 مسلح من عناصره إلى اليمن للقتال مع القاعدة في أبين ضد القوات الحكومية. وفي ذات السياق، ضبطت شرطة خفر السواحل في محافظة المهرة (جنوب البلاد) قاربا بحريا يحمل الجنسية الهندية وعلى متنه 15 بحارا جميعهم من الهنود لدخوله المياه الإقليمية اليمنية بطريقة غير شرعية. كما ذكرت شرطة خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر أنها ضبطت قاربا مشبوها بالقرب من جزيرة كمران على متنه ثلاثة أجانب بالإضافة إلى اثنين من اليمنيين. الحكومة تستنجد بالأمريكيين بدوره، قال مصدر عسكري رفيع ل «الشرق» إن الحكومة اليمنية أبلغت الجانب الأمريكي بضرورة التحرك السريع لتعقب المعدات العسكرية التي سيطر عليها تنظيم القاعدة في هجومه الأحد قبل الماضي على مركز قيادة الجيش في أبين، والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى. وأضاف المصدر أن الحكومة في اجتماعها الاستثنائي، والذي خصصته لمناقشة الهجمات الأخيرة لتنظيم القاعدة، اكدت ضرورة أن يقوم الأمريكان بتدمير المعدات التي استولت عليها القاعدة ومنعها من الاستفادة منها في هجماتها على المؤسسات الحكومية وإسقاط المدن كما أعلنت.وبعد الطلب اليمني من واشنطن، استهدفت طائرات حربية أمريكية معدات عسكرية في مدينة جعار في أبين، ودمرت عددا منها كما نفذت الطائرات الحربية الأمريكية هجمات على مواقع للتنظيم في محافظة البيضاء (جنوب البلاد) لأول مرة بعد حصولها على موافقة صريحة من الحكومة اليمنية بالتحرك وفقا للمعلومات التي تتحصل عليها بالتنسيق مع الجانب اليمني.واعترف مصدر في القاعدة في تصريح ل»الشرق « بمقتل 17 من عناصر التنظيم في غارات أمريكية على محافظة البيضاء وتدمير ناقلة جند في جعار، وأفادت مصادر محلية بتدمير معدات عسكرية في جعار استولى عليها التنظيم في هجومه على الجيش. المخابرات الأمريكية تتخوف من إسقاط «البيضاء» في الوقت نفسه، قالت مصادر عسكرية أن المخابرات الأمريكية أبلغت الجانب اليمني بضرورة رفع درجة جاهزية القوات الموجودة في محافظة البيضاء بعد رصد معلومات عن قيام القاعدة بالإعداد لاسقاط المدينة وتحويلها إلى إمارة إسلامية ووجود أكثر من ألف من عناصر التنظيم فيها لتنفيذ المهمة. وأضافت المصادر أن الجانب الأمريكي أبدى تخوفه من تسلل عناصر القاعدة إلى محافظة عدن واستغلال الارتباك القائم في الأجهزة الأمنية لتنفيذ هجمات كبيرة في المدينة أو التموضع داخل أحيائها. وبدأت السلطة المحلية في عدن مناقشة خطة أمنية لحمايتها من تسلل القاعدة، واستعرضت تقريرا من جهات استخباراتية يشير إلى وجود عناصر عرب تنتمي للقاعدة في عدن بينهم ثلاثة مصريين وسعودي وثلاثة مغاربة وخمسة يمنيين يديرون خلية للتنظيم في المحافظة وتم الكشف عنهم بعد القبض على أحدهم وهو مصري الجنسية وسبق أن كان في أفغانستان.وحسب المصدر، ستوفر السلطات الأمريكية الغطاء الجوي لأي أنشطة يمنية طارئة لمواجهة القاعدة في البيضاء وشبوة وغيرها من المحافظات لمنع تمدد التنظيم وإعاقة تمركزه في مدن رئيسية حتى الانتهاء من الموافقة على خطة مواجهة القاعدة والتي سبق وإن انفردت «الشرق» بنشر مضمونها.