تقول الحكاية لاذعة (السوط)، أن شيخاً زاحم وقاره على المنبر خطيباً، تملّص «سرواله» من بين جنباته وسقط كقشرة موز، فصل جائع في غفلة من البائع جلده عن جسده. تعب خلق الله في تبرير الدوافع (الجيوبوليتكية) لانحلال عُقدة السروال في منعطف تاريخي خطير لم يراع مصالح الأمة، رغم أن الشيخ رفع سرواله لأعلى وأمره لله، وأكمل خطبته باحتشام. ولمّا شغل الناس الدنيا بأمر (السروال الذي سقط)، ضاقت على الشيخ سروايل روحه، فهجر البلدة لاجئاً (سروالياً) بسويسرا، وبعد حين، عبثت به الأشواق لبلدته فعاد. عند مدخل القرية، فوجئ الشيخ بلافتة عريضة المنكبين تقول: (مرحبا بكم في سقط سرواله)! تلمّظ الشيخ ذهوله وغاص في أزقة القرية، «والسروال مربوط كويس المرّة دي»، فاصطدمت مقدمة عينيه ببقالة صغيرة مكتوبة عليها: (محلات سقط سرواله)، ثمّ وجد الشيخ لافتات محلات القرية تصرخ في تاريخه السروالي العريض: (مقهى سقط سرواله)، (سقط سرواله للفراخ واللحوم)، و.. سأل الشيخ بقّالاً (غالباً ما يكون بنغاليا)، عن سروال القرية الناصل، فطفق الفتى يحكي ذات الرواية التي طفش منها بتفرعات فاضحة، منها، أن الشيخ قصد إحراج مدير جهاز الأمن «الغلبان» الذي كان يجلس في مقدمة المصلين. سأل الشيخ البقّال في حنق: (وأنت حضرت الكلام دا)؟! أبداً يا والله، أنا يا دوب من مواليد عام خمسة من سقط سرواله! عليه، وعطفاً على فرحة الدكتور صفوت حجازى الذي سجد لله شكراً لأن مفتي مصر علي جمعة دخل المسجد الأقصى بغير عُمامة، ربما لخوفه من تدنيس (الطوطم) الأزهري الأشهر. عليه، سنة كام كدا من عام (سقط العُمامة) سنفرح بتحرير القدس؟!