كشفت مصادر عراقية مطلعة عن مبادرة جديدة أطلقها رئيس الجمهورية العراقي، جلال طالباني، عصر أمس تقترح التزام جميع الكتل البرلمانية بالصمت الإعلامي مع طرح الخلافات، خصوصا بين ائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني، على طاولة المؤتمر الوطني وليس عبر وسائل الإعلام. وأكدت المصادر ذاتها ل «الشرق» أن اجتماعا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني سيُعقَد اليوم الثلاثاء في منزل نائب رئيس الجمهورية، خضير الخزاعي، لمناقشة موعد عقد المؤتمر، وقالت المصادر أن فشل هذا الاجتماع سيفضي إلى عقد لقاء سياسي في إربيل للقادة العراقيين يهدف إلى تحديد آليات عقد المؤتمر الوطني. لكن هذا «الصمت الإعلامي» لم يمنع بعض القيادات السياسية من إطلاق التصريحات، وإن كان أكثرها حدة تلك التي أطلقها رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، حيث أعلن أن شخصية من التحالف الوطني نقلت معلومات عن إمكانية استخدام طائرات إف 16 لضرب البشمركة، وهي قوات الجيش الكردي، مما جعله (برزاني) يطالب بتجهيز البشمركة ب 300 دبابة لحماية الإقليم الكردي من أي «عدوان تشنه الحكومة المركزية»، حسب تعبيره. وكشفت المصادر أن إقليم كردستان بحث شراء 300 دبابة حديثة الصنع من روسيا وصربيا والجبل الأسود دون علم الحكومة الاتحادية، وبيَّنت المصادر أن «طائرات إسرائيلية تهبط يومياً في مطارات الإقليم لتفريغ شحنات لا يُسمَح بتفتيشها»، مؤكدة أن «إقليم كردستان يطالب ب 17 % من حصة الطائرات المقاتلة التي تعتزم الحكومة العراقية التعاقد لشرائها من الولاياتالمتحدة من طراز إف 16، وأن هناك مخاطبات بين إربيل وبغداد بشأن ذلك ما تزال مستمرة».ويصل عدد هذه الطائرات إلى 14 طائرة على شكل صفقتين، الأولى ست طائرات، والثانية ثماني طائرات، ومن المنتظر أن تصل الأولى خلال العام الجاري فيما تصل الثانية عام 2014. وفي سياقٍ متصل، قال القيادي في كتلة التحالف الكردستاني، النائب محسن السعدون، إن موقف كتلته وجميع أبناء كردستان العراق متوحد في قبول الدستور العراقي، وهذا يعني، من وجهة نظره، أن يطَّلع الشركاء على جميع العقود سواء أكانت مدنية أم عسكرية ليكون مبدأ الشراكة في الحكم متحققا، واصفا في حديثه ل «الشرق» تصريحات برزاني بأنها تمثل مواقف كردية ستُطرَح على اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني اليوم، وهي، حسب قوله، تنطلق من حقائق موضوعية، تأخذ من الدستور العراقي سندا لها، في عدم إخضاع المناطق الكردية لسيطرة الحكومة المركزية.وتابع «معلومات برزاني وصلته من مصادر أمنية قريبة من التحالف الوطني، الذي تنضوي دولة القانون تحت لوائه، لكنه فضل عدم الكشف عنها لحساسية الموضوع، وسينتظرالتحالف الكردستاني وحكومة الإقليم، رد دولة القانون، عندها يمكن إعادة الثقة للعلاقات بين الطرفين من خلال الحوار البناء». وفي ذات الإطار، قال القيادي في ائتلاف دولة القانون، النائب عباس البياتي، إن العراق يشتري السلاح للدفاع عن سيادته من منطلق نظريته الجديدة في الدفاع وليس الهجوم على أي دولة من دول الجوار أو استخدام هذا السلاح ضد مواطنيه، وعدَّ تصريحات برزاني حول صفقة اف 16 بأنها أحد أوجه الصراع السياسي. من جانبه، دعا النائب عن القائمة العراقية، حامد المطلك، العراقيين إلى تغيير أجنداتهم الحزبية وعدم جر خلافاتهم إلى ميدان التسلح، لكن القيادي الكردي، محسن السعدون، أشار في حديثه ل «الشرق» إلى أن إعادة إعمار العراق لا تكون بالتسليح وحده بعد عدة عقود من الحروب، بل تتطلب تطبيق مبدأ الشراكة بموضوعية وفقا للدستور.