تناولت علياء آل الشيخ مبارك شخصية الأديب الراحل أحمد بن علي آل الشيخ مبارك، في أمسية أقامها نادي الأحساء الأدبي مساء أمس، في مقره بالهفوف. وعرفت علياء في بداية الأمسية – التي أدارتها ليلى العصفور- بالقرابة التي تجمعها بالأديب الراحل، وبنسبه ومولده ونشأته في أسرة علمية ومهتمة بالأدب. وأوضحت أن تعلمه على يد علماء في مجالات مختلفة، والتربية الدينية التي تلقاها آل الشيخ مبارك في طفولته، كان لهما أثر في تكوين شخصيته الأدبية، مشيرة إلى أنه تعلم في طفولته على أيدي علماء من أسرة آل مبارك، وحين وصل إلى سن ال 14، تعلم على أيدي علماء من غير أسرته. وقالت إنه تطلع إلى الدراسة في مدن مشهورة بالعلم آنذاك، مثل بغداد والقاهرة، ونتج عن هذا اطلاعه على الصحف والمجلات الصادرة هناك. ولفتت إلى أن معارضة أهله سفره، دفعه إلى أن يسافر سراً إلى بغداد. وعاد سريعاً بعد فشله في الالتحاق بدار العلوم العربية والدينية لعدم حصوله على الشهادة الابتدائية، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، ليدرس في الأزهر. وعدّدت علياء الفنون الأدبية التي مارسها آل الشيخ مبارك من شعر ونثر ورسائل أدبية، منوهة إلى أنه من الأوائل الذين مارسوا فن الرسائل في الأحساء، وذلك لظروف سفره، وكثرة أصدقائه وعمله الدبلوماسي الذي يحتم استخدامها. وتحدثت علياء عن ما واجهه من حوادث إنسانية في القاهرة، كان لها أثرها عليه، حيث عاصر الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي منعه من زيارة أهله والاطمئنان على والده، الذي علم بوفاته عبر برقية «النبأ العظيم»، كما سماها في إحدى قصائده، التي ألقتها علياء خلال الأمسية. ودفع هذا الحديث علياء لإسقاط أحداث حياة آل مبارك في الغربة، وثباته على قيمه، على الواقع الحالي، واغتراب الشباب، مشددة على دور الخلفية التربوية والدينية في الثبات أمام الحياة الجديدة التي تواجه الطلاب المغتربين. وتطرقت إلى مكتبة الراحل، التي حوت أكثر من عشرة آلاف عنوان، كان جزء منها إرثاً من والده. وتحدثت عن مجلسه الأدبي «الأحدية» («الأحمدية» حالياً)، الذي أسسه بعد استقراره في الأحساء، مستعرضة أهداف المجلس وتنوع موضوعاته ودوره في إثراء الحركة الأدبية في الأحساء.