مدننا صارت تصنع من المطر حزناً وهمّاً موسمياً، مصادقة على بيت السيّاب «أتعلمين أيَّ حُزْن يبعث المطر»، الذي كنّا نقرأه ونتساءل بتعجب “أي حزن يراه هذا السيّاب في المطر”؟! أشك أن السياب قال هذا البيت وهو محاصر ببحيرة تكونت بعد أمطار متوسطة في حي النسيم، أو كتبه على “تندة” سيارته وهو يقاوم الغرق، بعد أن ابتلعتها حفرة في شارع “انكاس”! خلال الأسبوع الماضي، هطلت على الرياض أمطار لم تصل لمستوى الغزارة! رغم ذلك تحولت بعض الأحياء إلى بحيرات بدت فيها الصهاريج وهي تحاول نضحها كقطيع بعوض على جسد رجل ضخم! وصارت الشوارع أشبه بحقول ألغام لكثرة ما امتلأت بحفر اصطادت سيارات ومارة! في كل عام تختبر شبكة الصرف الصحي، وترسب بامتياز، ولا أدري ما فائدة المشروعات التي لايزال هدير معداتها يقض مضاجعنا منذ سنوات، ولاتزال تشوّه الشوارع بحفرياتها وحواجزها الخرسانية؟! ينتهي المشروع وتثبت فشله بضع قطرات مطر! لدي تساؤل أتمنى أن أجد لدى أمانة العاصمة إجابة له: لماذا لا تُضمّن عقود تنفيذ شبكات الصرف الصحي بنداً يجبر المقاول على تشغيلها وصيانتها لسنتين على الأقل من تاريخ انتهاء المشروع، ويؤجل صرف جزء من المستخلصات لحين انتهاء فترة التشغيل والصيانة؟! هكذا نضمن أن المقاول سيحرص على جودة التنفيذ لئلا يتكبد مصاريف باهظة في فترة التشغيل، ونوفر نسبة من التكلفة فيما لو طرحت عملية التشغيل والصيانة في منافسة مستقلة.