وقال عمنا العزيز/ غرم الله الدولي إنه يرغب في تغيير اسمه كاملاً، بحيث يصبح/ برعم هتان أبوقهبة الدولي.. سميت بالرحمن واستعذت بالله من الشيطان (فمن لا يعلم) فإن كنية (أبوقهبة) هي خاصة بنوع شرس من العفاريت كانوا يخيفوننا به في القرية عندما كنا صغاراً.. فنظرت إلى عمنا فلاحظت عليه الكثير من التغيير.. شاربه الذي كان يقف عليه الصقر تقلص وأصبح بالكاد يحمل (بعوضة)، وشعره الأبيض تحول إلى الأسود، وملابسه البالية اختفت وحلت محلها ملابس حديثة من بينها ثوب بلون الفضة، وساعته (أم صليب) التي كانت تزين معصمه حلت محلها ساعة قطرها نحو (10 سم) ولها عدة مسامير لا تقل عن (4)، فضلاً عن حذاء شبابي جديد لونه فضي مثل لون ثوبه.. الخلاصة أن عمنا لم يعد عمنا.. سألته عن سبب طلب تغيير اسمه وقلت له إنه لا أحد يغير اسمه واسم أبيه وجده على هذا النحو. كل الذي يفعله الناس هو تغيير الاسم الأول إن كان غير مناسب ووفق ضوابط وإجراءات طويلة.. أخرج من جيبه علبة سجائر من الأنواع الحديثة وأشعل واحدة منها، سألته: أين سجائرك المفضلة (أبوبس) التي تتعاطاها منذ أكثر من (ثمانين عاماً)؟ لم يجب على السؤال، وقال هل تعرف أحداً في إدارة الأحوال المدنية في جدة؟ قلت لا أعرف. ولكني أعرف الإجراءات، فهم يقولون لك ادخل على الموقع في الإنترنت وأدخل بياناتك وخذ موعدك، وقد فعلت ذلك فلم أتمكن من الحصول على أي معلومة فذهبت إلى شباك المراجعة انتظرت دوري وطلب مني الموظف (بجلافة واضحة) الذهاب إلى أحد الجهازين الموجودين في صالة الدور الأرضي، وحاولت ومعي من يحاول على الجهاز الآخر دون جدوى، فعدت إلى الموظف الذي قال إن الجهازين لا يعملان وعليك أن تذهب إلى أحد مكاتب الخدمات المجاورة لمبنى إدارة الأحوال.. وجدت أرتالاً من المراجعين يصطفون على أبواب المحلات التي افتتحها أصحابها كما يبدو على عجل بعد إدخال خدمة الإنترنت في الأحوال المدنية، ودفعت مبلغاً لا أذكره الآن لكني أظن أنه عشرون أو أربعون ريالاً وحصلت على موعد بعد شهر وذهبت إلى الموظف، فلما اطّلع على الأوراق قال: أنت لا تحتاج إلى موعد ولا تعديل في دفتر العائلة، طلب مني الذهاب إلى مكتب الخدمات لاستعادة ما دفعته، لكن صاحب المكتب رفض. عند سؤاله هل يعلم المسؤولون بكل هذه المعاناة التي يتكبدها المراجعون؟! نكمل غداً.