يرفض شبان التقدم إلى خطبة فتيات عاملات في المؤسسات والشركات الخاصة والمحلات التجارية، بحجة تمسكهم بالعادات والتقاليد ورفضهم أن تكون زوجاتهم عاملات أو بائعات في أماكن تقتضي تعاملهن مع الرجال. رفض الزواج وذكرت الخاطبة «أم طلال» من جدة أنها رصدت كثيرا من الحالات التي يرفض فيها الشبان الزواج من فتيات عاملات في أماكن عامة تقتضي اختلاطهن بالرجال، وقالت «لاحظت أن كثيرا من الشبان لا يزالون متمسكين برفضهم لعمل المرأة، حيث يمتنعون عن إتمام الزواج بمجرد إخباري لهم أن الفتاة تعمل في مؤسسة خاصة أو في أي عمل يستدعي اختلاطها بالرجال، وبعضهم قد يكون على مستوى من التعليم والثقافة، إلا أنه يرفض»، وأضافت «أغلب الشبان الذين يتقدمون بواسطتي يفضلون المرأة العاملة في قطاع التدريس، أو في أي قطاع نسوي». ولفتت «أم طلال» خلال حديثها إلى أن أغلب المتقدمين للزواج يطلبون منذ البداية عدم البحث عن الممرضات والطبيبات تحديدا، معتبرة أن تلك القناعات لدى الشباب سبب مباشر في كون الممرضات والطبيبات يمثلن الشريحة الأكبر من غير المتزوجات. عزوف الخاطبين تقول الموظفة نورة أحمد (27 عاما) العاملة في إحدى مؤسسات القطاع الخاص «تقدم كثيرون لخطبتي، إلا أنهم عندما يعرفون طبيعة عملي يعزفون عن الارتباط بي، لكون عملي يستدعي تعاملي مع الرجال، دون أن يدركوا أن تعاملي معهم في حدود ومتطلبات العمل»، وتضيف «أغلب الرجال الشرقيين، والسعوديين على وجه الخصوص، لا يزالون يرفضون تقبل هذا النوع من العمل». أما أم بندر فاعتبرت أن مسارعة النساء إلى الوظائف النسائية المستحدثة، مثل البيع في محلات اللانجري والمكياج، يعد تضحية منهن بأمور حياتية أكثر أهمية، الأمر الذي حد من فرص زواجهن ومنعَ الخاطبين من التقدم إليهن، بحسب قولها. وأضاف «أبو خالد» أحد الشبان الذين التقتهم «الشرق» أنه لا يمانع في عمل المرأة، إلا أنه لا يتقبل أمر اختلاطها بالرجال، وقال «لا أستطيع كتم غيرتي مقابل سعادتي بتوظيف زوجتي أو إحدى قريباتي، بل يحزنني كثيراً أن تعمل المرأة في مكان مختلط بالرجال»، معتبرا ذلك مدعاة لتعرضها إلى أنواع من المضايقات، بحسب وصفه. وبين فيصل الغامدي أن كثيرا من الشبان يحرصون على أن تكون شريكة حياتهم موظفة تعينهم على ظروف المعيشة الصعبة، خصوصا مع تدني الرواتب، وقال «عن نفسي، لا أسمح أن تعمل زوجتي في مكان تتعامل فيه مع الرجال بشكل مباشر». إعادة تأهيل من جهتها، أوضحت الأختصاصية الاجتماعية منى ينتعش، أن المجتمع بحاجة إلى إعادة تأهيل تساعده على تقبل عمل المرأة في الأماكن المختلطة بالرجال، خصوصا أن أغلب الوظائف النسائية لا تخلو من ضرورة تعاملها مع الرجال، معتبرة أن الوضع الراهن أصبح أكثر تعقيدا، إذ لم يكن قديما بهذه الحساسية، مشيرة إلى أن بيت العائلة الكبير كان يجمع أبناء وبنات الأعمام في مكان واحد، وأضافت «لا أرى أن عمل المرأة يحد من فرص زواجها، بل قد تزيد فرصة زواج الفتاة العاملة عن غيرها، مع ما قد تواجهه من انتقاد من مجتمعها، إلا أنهم سيعتادون على عملها مع الوقت».