زواج لا يعرف غاياته وأهدافه سوى المقدمين عليه.. جاء أخيرا لينضم إلى سلسلة من الزواجات التي انتشرت في المجتمع، فبعد المسفار والمسيار والوناسة والفرند جاء (زواج العمل)، ويبدو أنه لن يكون الأخير.. من يقدمون على هذا الزواج هم زملاء في مهنة واحدة، فالمرأة تريد العفة والبعد عن المضايقات، والشاب يريد إكمال نصف دينه والارتباط في ظل الظروف الصعبة التي أسهمت في تأجيل الكثيرين لهذا المشروع المهم.. بدأ ينتشر كثيرا في أوساط العاملين في المجال الطبي لوجود الاختلاط بين الأطباء والطبيبات وكذلك بين الممرضين والممرضات، وتهدف من خلاله النساء إلىتجنب الخلوة والبعد عن الشبهات.. بينما يقف المجتمع بين مؤيد لهذا الزواج لتحقق جميع الغايات والأهداف فيه، فيما يرى الفريق الآخر أنه قائم على المصلحة ولا يهدف إلى الاستقرار وبناء الأسرة.. مقبول على مضض اعتبرت نهى حسن وهي طالبة طب تدرس في المنطقة الجنوبية برفقة مجموعة من زميلاتها أن فكرة زواج العمل غير مقبولة لدى كثير من الفتيات لأن فيها قتلا لطموحاتهن وكذلك الشباب، وتضيف: «خصوصا نحن البنات نبحث عن مواصفات دقيقة قد لا تتوافر في زملاء المهنة، لكن في سبيل الوصول إلى غاياتنا وتحقيق الطموح قد نقبل بمثل هذا النوع من الزواج بشروط وعلى مضض». وتشير نهى إلى أن الغربة والبعد عن الأهل خصوصا لمن يدرسن أو يعملن في أماكن بعيدة قد يكون سببا لتشجيع مثل تلك الزواجات، لأن نظرة المجتمع للفتاة التي تدرس في منطقة بعيدة أو تعمل في مكان فيه نوع من الاختلاط هي نظرة قاسية جدا.. وتؤكد أن الكثير من الشباب ينظرون إلى بعض زميلاتهم على أنهن فرائس سهلة بالتالي يحاولون التقرب منهن بغرض التواصل وتكوين العلاقات خارج حدود العمل، وتشير إلى أنه من هذا المنطلق قد تفكر الفتاة بالارتباط بزميل لها لتجنب الضغوط النفسية التي تواجهها من هذا الجانب. نهايته مؤلمة من جهتها خاضت منال عبدالله تجربة زواج العمل وتراها تجربة فاشلة بكل المقاييس، وتضيف: «عندما تكون البداية خاطئة فإن النهاية تكون كذلك.. وشخصيا تجرعت مرارة هذه التجربة، فقد تعرفت على زميل وخططنا سريعا للارتباط وتم ذلك.. لكن بعد الزواج تحولت حياتي إلى جحيم، فهو دائم الشك مما حوّل حياتنا إلى جحيم لا يطاق».. ونصحت منال كل فتاة بالتريث قبل خوض تجرة كهذه ولا تغلب جانب المصلحة لأنها ستكون الخاسر الأكبر. الدفاع.. مطلوب وحذر المدرب خالد الشليل مدير مركز كوكب الإبداع الفتيات اللاتي يعملن في مهن سامية وإنسانية ويقدمن الغالي والنفيس في خدمة المجتمع بضرورة اختيار الزوج المناسب.. وعليها التفكير أكثر من غيرها حتى لا تتعرض للحرج والمضايقات بترك الوظيفة بعد ذلك، وقال إن أغلب من يتقدم لمن يعملن في المهن المختلطة خاصة في المستشفيات يكونون زملاء لهن في نفس العمل وتكون لديهم المعرفة التامة بطبيعة العمل. وفيما تتعرض له الفتيات من مضايقات داخل نطاق العمل شدد على أهمية دفاع الفتاة عن نفسها بقوة وصرامة، وقال: «في حال تعرضها للتحرش مثلا أو المعاكسات المستمرة عليها ألا تواجه ذلك بصمت بل التقدم بشكوى حتى لا ينتهي الأمر لما لا تحمد عقباه في حال سكوتها على ذلك». ناجح بكل المقاييس ذكر المستشار الأسري عبيد البرغش مدير دار العفاف النسائية بالرياض أن (زواج العمل) من الزواجات الناجحة التي تعود بالفائدة على الزوجة مهما كانت معطيات ذلك الزواج حيث إن الفتاة إذا كانت في مكان مختلط كالمستشفيات أو بعض القطاعات تتعرض للتحرش والمضايقات كونها غير متزوجة، وقد تكون صيدا سهلا من ضعاف النفوس. وقال إن الفتاة إذا بدأت حياتها بشكل صحيح ستنال السعادة في الدنيا والآخرة، وأضاف أن الكثير من الشباب التي ماتت ضمائرهم حينما يعلمون بأن الفتاة متزوجة يقل التحرش بها ومضايقتها، وقال إن على الفتاة ألا تتردد في الزواج المبكر وأن تلحق الركب قبل أن يفوت القطار، واشترط البرغش أن يكون الزوج رجلا مناسبا وناضجا يقدر الحياة الزوجية، وعلى قدر من الدين والخلق، ولا ضير على الفتاة بأن تقبل بزوج معدد خاصة من الفتيات اللاتي يقضين أغلب أوقاتهن في دوام ومنهن من تكون في الفترة الليلية. وأضاف أن الزواج مهما اختلف مسماه فهو حصن حصين للمرأة، ويساعدها اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا.