يطلق عليها «مبيد العزوبية»، و«بطاقات الشحن مسبقة الدفع»، في إشارة إلى اللجوء إلى خدمات الخاطبة، في حال لم تتمكن الأسرة من العثور على فتاة مناسبة لابنها. وتوصف ب«آفة المجتمع»، و«أحد أسباب الطلاق»، فيما لو لم ينجح الزواج. في المقابل تعتقد الخاطبة ان كثيراً من الطلبات عادة ما تكون غريبة، وتضم مواصفات تحتاج إلى علاء الدين ومصباحه في تلبيتها» وتكتسب الخاطبات صفات جديدة، أملتها ظروف عملهن، والمتمثلة في البحث عن امرأة، أو رجل صالحين للزواج. وتشير دراسات اجتماعية إلى زيادة الطلب على «خدمات الخاطبات»، ما أدى إلى زيادة دخلهن المادي. ويحدد دخل الخاطبة صفة الفتاة المراد تزويجها، فيما إذا كانت بكراً أو مطلقة، أو أرملة، أو موظفة أو عاطلة. وتتقاضى الخاطبة مبالغ، تختلف بحسب حال الفتاة الاجتماعية. وأبان باحثون اجتماعيون، في دراسة أعدوها، أن نحو «70 في المئة من الشبان يلجئون إلى الخاطبات في البحث عن عروس». وذكرت دراسة صادرة عن وزارة التخطيط أن «نسبة الطلاق في المملكة ارتفعت في الأعوام السابقة، إلى 20 في المئة»، فيما بلغ عدد العوانس في المنطقة الشرقية أكثر من 228 ألف فتاة، ما «أدى إلى استعانة الفتيات بالخاطبات، خوفاً من فوات قطار الزواج عليهن». وتذكر الخاطبة أم عماد (52 عاماً) التي يرد إليها نحو مئة طلب شهرياً، سواء من الرجال، أو النساء، ولا يكف موبايلها عن الرنين، أن «الطلبات غريبة، موضحة أنه «بعد محاولات فاشلة استمرت أربع سنوات، تمكنت أخيراً، من تزويج رجل قبل شهر رمضان»، مرجعة السبب إلى «طلباته المبالغ فيها في المرأة، إلى درجة تطليقه ثلاث نساء، في بحثه عن فتاة بصفات معينة، ولا يتنازل عن خصلة واحدة، إلا أن الرجل يأس أخيراً وقبل بآخر فتاة عُرضت عليه، وسبق لها الزواج أيضاً». وتبين أم عماد، التي تتقاضى نحو ثلاثة آلاف ريال، عن كل رأسين تجمعهما في الحلال، أن «بعض الفتيات يطمحن إلى الزواج في شكل سريع، خوفاً من العنوسة، وهرباً من ضغط عائلاتهن». ولا يخلو عالم الخطابات من احتيال يمارسه أحد أطراف القضية، وتسبب في إنهاء الزواج، ويُعد مُخالفة أحد الشروط أو «التدليس»، أحد المسببات في فشل العملية. وتضرب أم عماد مثالاً ب«الصور الفوتوغرافية، سواء للرجل أو المرأة، والتي لا تطابق الواقع، وحتى بعد أن يتم الاتفاق والحديث الهاتفي، يُصدم أحد الطرفين بالآخر، لبنائه صورة مغايرة». وتلقى الفتاة الموظفة إقبالاً أكبر من العاطلة، إلا أن «الشبان يشترطون وظيفة لا يوجد فيها اختلاط»، مبينة أن «نسبة كبيرة من المتزوجين، الباحثين عن زوجة ثانية يرغبون في موظفات». ويرفضون الزوج «بفتاة كبيرة، وبخاصة إذا تجاوزت ال35 من عمرها». ... وأخرى تزوج فتاة بابن عمها ألقت سارة (33 عاما) شباكها في يد الخاطبة، ولم تعلم أن العريس لا يبعد عنها سوى منازل قليلة، وأن «كان أرمل ولديه أطفال»، لكن الخوف من «فوات الزواج» جعلني «أتزوج ابن عمي على يد الخاطبة». إذ وضعتُ شروطاً في زوج المستقبل، لم يتحقق إلا القليل منها، ومن بينها «أعزب، ولا يكبرها إلا بخمسة أعوام، ومتعلم، وموظف براتب جيد، ووسيم». وبعد مضى ستة أشهر «قالت لي الخاطبة، يوجد شخص تنطبق عليه بعض الشروط، لكنه أرمل، ولديه ولد، والنتيجة أنني وافقت، حين شعرت أن الرجل من نصيبي، واكتشفت أنه ابن عمي». وإن وجدت سارة حلاً لعنوستها على يد الخاطبة، ترفض أميمة (25 عاماً) فكرة التوجه إلى الخاطبة، وترى أن «الزوج سيأتي أينما أكون»، مفضلة «الزواج من طريق الأسرة، وأن يتقدم لخطبتها عائلة الزوج، بعيداً عن الوقوع في فخ الخاطبات». وتؤيد سوسن (27 عاماً) ما ذهبت إليه أميمة، وتقول: «لست من يرفضه، عائلتي أيضاً لا تقبل الخطبة من طريق خطابة، وترى أن هذه الطريقة مليئة بالمشكلات». وتقول الخاطبة أم عماد، إن مهنة الخاطبة «لا تختلف عن بقية المهن، وينظر البعض لها بازدراء، وكثير من الناس لا يرغبون في استقبالي، لمجرد معرفتهم بمهنتي، وفي مقابل هؤلاء ،هناك عائلات ترحب بوجودي، متمنين إيجاد عريس لبناتهن».