خلصت دراسة أجرتها 38 طالبة في المعهد السعودي الألماني للتمريض والعلوم الصحية المساعدة في جدة إلى أن نظرة المجتمع السلبية تجاه الممرضة، تعتبر من أهم المعوقات التي تعترض مهنة التمريض في السعودية. وكشفت الدراسة التي أجريت ضمن فعاليات البرنامج الصيفي للموهبة تحت رعاية مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع أن 80 في المئة من الممرضات السعوديات يعتقدن أن مهنتهن لم تأخذ حقها بعد، بينما رفض 15 في المئة من الشبان الزواج من الممرضات، مرجعين ذلك إلى الاختلاط الذي تعمل فيه الممرضة، والنظرة السائدة عنها بأنها «متحررة». وأظهرت الدراسة اتفاق الأهل مع الشبان، إذ إن 70 في المئة من الأسر رفضت عمل الإناث في مجال التمريض، نظراً لبيئة العمل «المختلطة» وساعات العمل الطويلة وظروف المناوبة الليلية. وأوضحت الدراسة أن 80 في المئة من الممرضات اتفقن على أنهن اخترن قطاع التمريض برغبة ذاتية بحتة، فيما ترى 60في المئة منهن أن نظرة المجتمع مقبولة إزاءهن، وأكدت 75 في المئة من الممرضات أن المعوقات تتلخص في المرضى والألم النفسي الذي يواجهنه، عند مشاهدة المرضى يتألمون، فيما أبدت 63في المئة منهن عدم رضاهن عن مرتباتهن، و فضلت 84 في المئة منهن العمل في القطاع الحكومي لثبات الراتب والأمان الوظيفي، وكشفت الدراسة عن تعرض 54 في المئة من الممرضات السعوديات على ضغوط مهنية، طغى عليها الجانب الاجتماعي، تليه قلة عدد الممرضات وزيادة الأعباء وقلة إمكانات المستشفيات. فيما أكد 73 في المئة من المرضى الذين شملتهم الدراسة أنهم يفضلون الممرضة السعودية، لتمسكها بدينها وأخلاقها وإتقانها اللغة العربية، وبين 84 في المئة من المرضى أن الممرضة السعودية تتعامل بروح طيبة، وطالب 72 في المئة بسعودة التمريض، في حين فضل 26 في المئة التعامل مع الممرضات غير السعوديات نظراً لحسن تعاملهن. وأكدت الطالبات أن المشكلة الرئيسة التي تعيق مهنة التمريض والممرضات هي عدم تطبيق الحلول المتفق عليها. وقالت الطالبة هاله الوقداني ل «الحياة»: «دائماً نقول هناك حلول وتوصيات لكننا لا نطبقها، لذلك أرى أن الحل هو تطبيق تلك الحلول وعدم تركها حبراً على الأوراق فقط، لابد من تحديد ساعات العمل، وترك المناوبة النهارية للممرضات والمناوبة الليلية للرجال، وتوعية المرأة من الناحية الدينية والاجتماعية، وتوعية المجتمع عن الدور المهم الذي تؤديه الممرضة لخدمة المرضى والمجتمع، إضافة إلى تزويد المستشفيات بالأجهزة المناسبة وتدريبهن عليها، وتوفير الرواتب المجزية، إضافة إلى تسليط الضوء إعلامياً على إيجابيات مهنة التمريض وعدم تصويرها بأنها مهنة غير لائقة للفتاة السعودية». وقالت الممرضة إيلاف سعادة ل «الحياة»: «لا يزال البعض ينظر إلى الممرضة على أنها فتاة غير جيدة، وأن المجال مقتصر فقط لغير السعودية، على رغم أن عمل التمريض لا يتعارض مع العادات والدين». وأضافت زميلتها حنان المولد، «مهنة التمريض لها قيمة إنسانية عالية جداً لكن لا يزال البعض ينظر لها نظرة دونية، على رغم أن العرب قديماً كان لهم الدور الأسبق في التمريض وكانت النساء تذهب مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات لتضميد جراح المرضى».