يتوقع محللون بارزون أن يتحرك مؤشر سوق الأسهم السعودية في نطاق عرضي خلال الأسابيع المقبلة، في ظل ترقب المستثمرين لنتائج الربع الأول من العام، وتأخر تنفيذ عمليات جني الأرباح للاستفادة من ارتفاعات السوق في الفترة الأخيرة. ويترقب المستثمرون ليروا ما إذا كانت النتائج الفصلية لقطاع البتروكيماويات بقيادة سابك ستكون قادرة على دعم السوق، ودفعه لموجة صعود أخرى أم لا، خاصة في ظل توقعات بألا يحقق القطاع أرباحا إيجابية للغاية. ويرى المحللون أن مستوى المقاومة للمؤشر سيكون عند 7900 نقطة فيما يقع مستوى الدعم عند 7350 نقطة وأن التذبذب سيكون حادا بين النقطتين. وأنهى مؤشر سوق المال تعاملات يوم الأربعاء مرتفعا 0.3 % إلى 7573.3 نقطة لينهي الاتجاه النزولي الذي استمر ست جلسات. وبذلك تصل مكاسب المؤشر منذ بداية العام وحتى إغلاق يوم الأربعاء إلى 18%. وحول تعاملات الأربعاء قال عبدالله البراك المحلل المالي وعضو جمعية المحاسبين السعوديين «مستوى البيع في قطاع البتروكيماويات كان واضحا جدا، لا أتوقع أن تكون أرباح القطاع إيجابية للغاية في الربع الأول، لكن إيجابية الأرباح ستكون على المدى الطويل». أيد الرأي نفسه البراك، إذ قال «من الناحية الفنية المؤشر لم يعط إشارة للارتداد، نتوقع اتجاهاً عرضياً حتى نهاية موسم النتائج وربما نشهد نسبة نزول بسيطة في حدود 1 %.» ولفت العبدالهادي إلى أن من المرجح أن يؤثر انخفاض شهية المخاطرة في أسواق النفط والأسواق العالمية والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي على أداء أكبر سوق للأسهم في الشرق الأوسط خلال الأسبوع المقبل. مكاسب السوق وراء ارتفاع أرباح البنوك ركز عبدالله البراك حديثه حول أداء قطاع البنوك «أرباح البنوك كانت متوقعة (بين المتعاملين)، وجرى أخذ الأرباح في الحسبان من قبل إذ حقق القطاع المصرفي ارتفاعات منذ بداية العام. لم يحدث شيء مفاجئ». وسجلت ستة بنوك مدرجة نموا قارب 20 % في أرباح الربع الأول من العام. ويقول محللون إن انتعاش سوق الأسهم السعودية كان أحد الأسباب وراء ذلك النمو مع تنامي دخل شركات الوساطة التابعة للبنوك من رسوم التداول. وبلغ إجمالي أرباح البنوك المعلنة حتى الآن 4.2 مليار ريال (1.12 مليار دولار) بزيادة 19.8 % عن 3.5 مليار ريال سجلتها تلك البنوك في الربع الأول من 2011. وفيما يتعلق بأداء المؤشر الأسبوع المقبل قال «المسار الجانبي بدأت تكتمل شروطه وهذا يعطي انطباعا بأن نطاق التذبذب سيستمر لبضعة أسابيع». سبعة مليارات أرباح متوقعة ل»سابك» ذكر وليد العبدالهادي محلل أسواق الأسهم أن من المتوقع أن تحقق سابك أرباحا في حدود سبعة مليارات ريال (1.9 مليار دولار) ربما تزيد أو تقل 500 مليون ريال. وأضاف «لكن لن تكون تلك النتائج عاملا حاسما في نظرة صانع السوق للسوق». ووفقا لاستطلاع، توقع ستة محللين أن تسجل سابك أكبر شركة بتروكيماويات في العالم أرباحا تبلغ في المتوسط 6.7 مليار ريال في الربع الأول. وتابع «صانع السوق لم يكن متلهفا على دعم السوق هذا الأسبوع، نظرا لوجود فوضى مضاربية على الأسهم صغيرة الحجم، والتي كانت تستحوذ على 40 % من التداولات». استبعاد أي تلاعب وراء تراجع المؤشر توقع المحلل المالي فهد البقمي ل»الشرق» أن تقوم الشركات القيادية خلال الأسبوع المقبل بنشر إعلانات ستساهم في ارتفاع أسهمها على عكس وضع السوق الذي مازال يسير في المسار الهابط. وأضاف أن «السوق محفز للاستثمار، ووضعه الحالي فرصة مناسبة للتجميع وإدارة المحافظ من خلال تنويع الأسهم»، مبينا أن «عمليات جني الأرباح مازالت مستمرة، وهذا وضع طبيعي جدا ولا يدعو للقلق». وأوضح البقمي أن «السوق اقترب من نقطة الاكتفاء من الهبوط حيث من المتوقع أن يحقق السوق عند تجاوزه 7730 نقطة ارتفاعا في المؤشر»، مشيرا إلى أن «السوق متوقع له الوصول إلى نقطة 8400 نقطة بناء على القراءات التحليلية له». وأشار إلى أنه «لا يوجد أي تلاعب أدى في انخفاض المؤشر، كما أشيع في بعض المنتديات المهتمة بسوق المال».