أعلن السودان أنه سيتصدى بكافة الطرق والوسائل المشروعة لعدوان دولة الجنوب على منطقة هجليج، فيما ترددت أنباء عن استعادة الجيش السوداني لها، وقالت الخرطوم إن “إصرار حكومة جوبا على العدوان واعتماد أسلوب الحرب لن يعود عليها وعلى شعبها إلا بالخيبة والخراب”، جاء ذلك في البيان الذي أصدرته وزارة الإعلام السودانية حول عدوان دولة جنوب السودان. فيما قرر البرلمان السوداني في جلسته أمس، إعلان التعبئة العامة لمجابهة الوضع الأمني الراهن في منطقة هجليج، ووقف التفاوض مع دولة جنوب السودان وسحب الوفد السوداني المفاوض بأديس أبابا فورا. وأكد وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، في رده على مساءلة مستعجلة قدمها رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر، مقدرة الجيش السوداني على السيطرة على الأوضاع والمحافظة على استقرار السودان، وأوضح أن الهجوم تم صباح الثلاثاء، وأن القوات المُهاجمة قد احتلت مدينة هجليج داخل الأراضي السودانية واضعة يدها على المنشآت كافة بما في ذلك المنشآت النفطية. إلى ذلك طلب السودان من مجلس الأمن الدولي، الضغط على جنوب السودان، لسحب قواته فوراً من منطقة هجليج النفطية التابعة للشمال. وأودع مندوب السودان بالمجلس الحاج شكوى شديدة اللهجة لدى مجلس الأمن بشأن ما أسماه الهجوم الغادر الذي نفذته قوات الحركة الشعبية التابعة لجنوب السودان على منطقة هجليج. وقال الحاج إن قوات الحركة الشعبية قد استخدمت في الهجوم الدبابات والمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى ترويع آلاف المدنيين في مدينة هجليج والمناطق الممتدة من الحدود وحتى مدينة هجليج، مؤكدا مشاركة قوات حركات التمرد الدارفورية في الهجوم، وأوضح أن قائد الفرقة الرابعة لقوات الجيش الشعبي، المدعو جيمس قاتويل، قد أقر بالهجوم واحتلال مدينة هجليج. وطلب الحاج من مجلس الأمن إلزام حكومة جنوب السودان بالإنسحاب فوراً من جميع الأراضي السودانية بما فيها مدينة هجليج. وطالب مجلس الأمن بأن يحمِّل حكومة الجنوب المسؤولية الكاملة عن أي خسائر في أوساط المدنيين وأي أضرار أو تخريب يلحق بالمنشآت النفطية في المنطقة. وشدد مندوب السودان على أن حكومة السودان تحتفظ بحقها الكامل والشرعي بموجب ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي في الرد على هذا الاعتداء السافر على وحدة وسلامة أراضيها. من جهة ثانية ترددت أنباء حول اعتقال مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة والاصلاح والتجديد، ولم يتسن التأكد من صحة المعلومة والدواعي التي دعت لاعتقاله، وعما إذا كان اعتقاله على صلة بالأزمة المتفجرة في البلاد على صعيد الاعتداءات العسكرية لدولة الجنوب على السودان. وتربط الفاضل صلات قوية بالحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جوبا. وسبق لزعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدي اتهام ابن عمه (الفاضل) بأنه ربيب الحركة الشعبية. فيما توقع خبراء إقدام الجيش السوداني برد الصاع صاعين، حيث ترددت أنباء عن خطط لاحتلال مناطق في ولاية الوحدة الجنوبية من باب الرد بالمثل. فيما أدى الاعتداء على هجليج إلى دفن أي صوت معارض للبشير سياسيا، وتوحيد الجبهة الداخلية بمختلف توجهاتها لمواجهة التهديدات في مناطق هجليج وجنوب كردفان.