لجأ سكان في قرى «وادي ذهب» في تهامة قحطان إلى تشييد منازلهم بأنفسهم بعد ملاحظتهم ارتفاع أسعار مواد البناء والإسمنت، ونظرا لرغبة بعض السكان الميسورين في العيش داخل منازل مشيدة بالإسمنت المسلح، والتي تعد نادرة في تلك القرى، فاضطروا إلى تحميل مواد التسليح من طوب وإسمنت وخرسانة، على سياراتهم الخاصة، ما يجعلهم يتناوبون على حمل تلك المواد ب» القطاعي» و ينقلونها على دفعات، نتيجة للارتفاع المهول في إيجارات توصيل تلك المواد بواسطة السيارات المخصصة. ويؤكد المواطن يحيى الحابسي، أحد سكان تهامة قحطان، أن سائقي الشاحنات المخصصة لنقل مواد البناء، يطلبون مقابل إيصال كل ألف طوبة باستخدام الشاحنات دفع قيمة الحمولة مضاعفة، جراء تخوفهم من مخاطر السقوط في العقبة، أو فقدان السيطرة على مكابح السيارة، ما قد يعرضهم إلى حادث مروع. ويقبل بعض العمال المخاطرة، بعد اشتراط سعر نقل عال ٍجداً، و يطمعون في مبالغ باهظة، حين يسمعون عن خطورة» العقبة»، أو طول الطريق في حين لا يتمكن معظم الأهالي من تحمل تلك المبالغ المرهقة، مضيفا أن الأهالي ومع تلاشي أملهم في وجود طريق معبدة صالحة للاستخدام، حتى تمكنهم من إيصال ما يحتاجون إليه من مواد بسهولة، اضطروا إلى التعاون الجماعي، فقاموا بدعوة أهالي القرى لمساعدتهم أثناء صب الخرسانة، وخلط الإسمنت يدوياً، فقد استخدموا أيديهم كبديل عن خلاطات الإسمنت، وذكر أن الخرسانة التي تخلط باستخدام خلاطات الإسمنت، والمخصصة لأسطح البنايات والعمائر آليا، غير متوفرة بالمنطقة بسبب تعذر وصولها. و يكمل الحابسي» نضطر إلى ممارسة مهام عمال البناء، وننيب تلك الخلاطات الإسمنتية في بناء الأسطح والخرسانات بشكل جماعي ويدوي، فنستخدم أيدينا لخلط مواد البناء، ما يكلفنا وقتا و جهدا كبيرين»، وطالب الحابسي بالتحرك العاجل لإنهاء معاناتهم مع طريق العقبة، حتى يتسنى لهم الحصول على الخدمات الأساسية في قريتهم، فيتخلصوا من عناء الحصول على مواد البناء، وبقية العوائق التي يواجهونها بشكل يومي.