(سأغفر لك مثلما فعلت وأفعل وسأظل أفعل. أغفر لك لأنك عندي أكثر من «أنا» وأكثر من أي شيء آخر، لأنني ببساطة، «أريدك وأحبك ولا أستطيع تعويضك»، لأنني أبكي كطفل حين تقولين ذلك، وأحس بدموعي تمطر في أحشائي، وأعرف أنني أخيراً مطوقٌ بك، بالدفء والشوق، وأنني بدونك لا أستحق نفسي! لماذا أنت معي هكذا؟! إنني أفكر بك ليل نهار، أحياناً أقول أنني سأخلصك مني ويكون قراري مثل قرار الذي يريد أن يقذف نفسه في الهواء، أحياناً أقول أنني سأتجلد، أنني كما توحين لي أحياناً، أريد أن أدافع وأهاجم وأغيّر أسلوبي، ولكنني في أعماقي أعرف أن هذا لن يحدث وأنني حين أراك سأتكوّم أمامك مثل قط أليف يرتعش من الخوف، فلماذا أنت معي هكذا؟! أنت تعرفين أنني أتعذب وإنني لا أعرف ماذا أريد. تعرفين إنني أغار، وأحترق وأشتهي وأتعذب. تعرفين إنني حائر وغارق في ألف شوكة برية، ورغم ذلك فأنت تحولينني أحياناً إلى مجرد تافه آخر). انتهت رسالة غسان كنفاني إلى غادة السمان التي (فضحته) عاشقاً كما (قتلته) فلسطين عشقاً. ربما تكون غادة قد أحبت غسان بطريقتها: (لا أستطيع الادعاء أن غسان كان أحب رجالي إلى قلبي كامرأة، كي لا أخون حقيقتي الداخلية مع آخرين سيأتي دور الاعتراف بهم، ولكن بالتأكيد كان غسان أحد الأنقياء القلائل بينهم). يا لفجيعة العشّاق في أنصاف النساء، ويا لفضيحتك يا غسان، كيف أودعت حشاشتك المقروحة عند حبيبة تفرّق دم قلبها بين قبائل الرجال؟! حقاً.. (هناك رجال لا يمكن قتلهم إلا من الداخل، من داخل نفوسهم)!