تنتظر إمارة الشارقة وهي إحدى الإمارات السبع المكونة لدولة الإمارات العربية المتحدة قراراً من اليونسكو في الأيام المقبلة لإدراج بعض مواقعها الأثرية على القائمة النهائية للتراث الإنساني العالمي، على وقع أيام الشارقة التراثية التي تم افتتاحها يوم الأربعاء الماضي، وتستمر حتى 20 من الشهر الجاري. وكانت منظمة اليونسكو اعتمدت في قائمتها التمهيدية لدى مركز التراث العالمي موقعي “المنطقة الوسطى” و”صير بونعير” ضمن ستة مواقع مرشحة للتصنيف العالمي نفسه قدمها المجلس الوطني للسياحة والآثار في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعتقد مدير التراث والشؤون الثقافية في إمارة الشارقة عبد العزيز المسلم الخالدي أن “المعركة الحقيقية من أجل الفوز بتصنيف هذين الموقعين ضمن التراث العالمي قد بدأت بحظوظ وافرة، نظراً إلى ما يتمتعان به من خصائص أثرية وطبيعية لا نظير لها في العالم”. ويعرض المتحدث خصائص جزيرة صير بونعير بما يشبه التغزل “حيث الشعب المرجانية الآسرة والسلحفاة الخضراء النادرة والتنوع الحيوي الذي سيكون حصاننا الرابح في معركة التصنيف”، بحسب الخالدي. كما تفخر الشارقة بتاريخها الضارب في القدم “فمن منطقة كلباء مر الرحالة الأسطورة ابن بطوطة، ونجد هناك أيضاً آثار العصر الحجري الوسيط ونبات القرم البحري الذي يعد أفضل حاضنة للحيوانات البحرية النادرة”، على حد قول مدير التراث والشؤون الثقافية. لكن عبد العزيز الخالدي لا ينكر صعوبة المنافسة التي “تشترك فيها دول عدة من العالم والتي تلعب فيها اللوبيات والتحالفات دورا كبيرا في امالة الكفة إلى جهة دون أخرى”، بحسب قوله. وتتنافس أربعة مواقع إماراتية إلى جانب موقعي الشارقة على لائحة اليونسكو للتراث الانساني العالمي، وهي “موقع ام النار في أبوظبي وموقع خور دبي وموقع الدور في أم القيوين وموقع مسجد البدية في الفجيرة”، بحسب المراسلات الرسمية بين اليونسكو والمجلس الوطني الإماراتي للسياحة والآثار. وكانت منظمة اليونسكو أدرجت مدينة العين الإماراتية على قائمة التراث الإنساني العالمي في شهر يونيو من السنة الماضية. وتطمح إمارة الشارقة اليوم إلى السير على خطى العين لتستحق نعت عاصمة الثقافة والتراث في دولة الإمارات. وفي هذه الأثناء، يجتهد مسؤولو الثقافة في الشارقة في إبراز الموعد السنوي لأيام الشارقة التراثية بشكل ينسجم مع هذا الطموح، وتحتضن ساحة التراث فعاليات لا تحصى، من استعراضات الخيول الأصيلة إلى التقاليد القديمة، ومنها ما يتصل بالغذاء، وبالحداء، وحتى ألعاب الأطفال في الأزمان القديمة. ويتوقع المسؤولون عن هذه الفعاليات التراثية “زيارة 250 ألف شخص من محليين وسواح أصبحوا يقصدون المهرجان وينسقون مواعيد عطلهم مع فعالياته المتنوعة”. وتستضيف إمارة الشارقة في المناسبة ذاتها عشرات الباحثين والمحاضرين من شتى الدول العربية لإحياء ندوات فكرية وثقافية تعنى في مجملها بالتراث. ومن أهم ما يتضمنه برنامج الفعاليات “أفضل الممارسات في إدارة التراث والندوة الدولية لجمع التاريخ الشفوي وتدوينه وندوة دولية حول القلاع البرتغالية في الجزيرة العربية وتأصيل التراث الشعبي لدى الأطفال”، بحسب منشورات التظاهرة. وعلى الرغم من النجاح المتزايد الذي تحققه أيام التراث في الشارقة وتصميم المسؤولين المحليين على جعل هذه التظاهرة نقطة جذب نحو الإمارة الصغيرة، فإن “المرور إلى العالمية وجعل الشارقة محطة متميزة في السياحة الثقافية يحتاجان إلى دعم خارجي أيضاً”، بحسب المسؤولين عن الثقافة والتراث، وهو الامتحان الذي ينتظر الجميع أن تفصح اليونسكو قريباً عن نتائجه بمناسبة اليوم العالمي للتراث. أ ف ب | الشارقة