ربما يكشف الحادث الذي تعرضت له الحافلة التي كانت تقل طالبات كن متوجهات للدراسة في جامعة حائل بعضاً من الوجه الكئيب لمدينة الحائط التي تنتمي لها هؤلاء الفتيات. فالمدينة تتبع إدارياً لمنطقة حائل، وتبتعد عن المدينة حائل حوالي 260كم باتجاه الجنوب على الطريق الرديئة ذات المسار الواحد المؤدية للمدينة المنورة. وبالرغم من أنه يجري حالياً تنفيذ طريق سريع بين حائل والمدينةالمنورة, لكنه لا يخدم أهالي المراكز والقرى التابعة للحائط والتي ترتبط بمدينة حائل – كما ذكرت- بطريق ذات مسار واحد. مدينة الحائط تتصف بكثرة القرى التابعة لها وبالكثافة السكانية، وتتبع لمحافظة الغزالة التي تبعد عن المدينة حائل 90كم، وليست المحافظة (الغزالة) بأفضل حالاً من تلك المدن والقرى التابعة لها؛ إذ إن محافظة الغزالة ليس بها مستشفى عام، أو فرع للأحوال المدنية أو أي من فروع كليات البنات. وترتفع نسبة الحوادث التي يتعرض لها أبناء وأهالي الحائط للحوادث المميتة جراء سببين رئيسين: أولهما: الطريق الرديء ذو المسار الواحد المؤدي لمدينة حائل والذي يمتد لأكثر من 260كم. والثاني: عدم توفر الخدمات الأساسية في الحائط, حيث يتكبد سكانها عناء الذهاب والمجيء لحائل من خلال قطع أكثر من 500 كم من أجل إجراء أي معاملة بسيطة! ولعل أبرز الخدمات الغائبة عن مدينة الحائط هي: * عدم توفر طريق مزدوج يؤدي إلى حائل. * عدم افتتاح مستشفى الحائط الذي تبلغ سعته50 سرير والذي يراد منه خدمة المدينة والقرى التابعة لها والتي يتجاوز سكانها 80 ألف!. * عدم وجود فرع للأحوال المدنية, مما يجعل أهلها يضطرون لمراجعة أحوال مدينة حائل!. * عدم وجود أفرع لكليات البنات (وهو ما أودى بحياة 11 طالبة مع سائقهن). * عدم وجود مركز للهلال الأحمر. * عدم وجود مكتب للضمان الاجتماعي. ونحن مع الأسف لا نتذكر هذا القصور وضعف البنى التحتية ونقص الخدمات الأساسية إلا مع المآسي والكوارث، ففي الوقت الذي تعمل فيه المجتمعات المتقدمة على تقديم الخدمات الأساسية وإنشاء البنى التحتية الحديثة بصمت ودون أدنى انتظار للكوارث، ينتظر المسؤولون هذه الكوارث والمآسي كي يخبروننا أنهم على قيد الحياة من خلال تصريحاتهم التي سرعان ما تتبدد عقب مضي أيام قلائل على تلك الكوارث!.