ربما تمهيداً لأسبوع المرور العربي الذي لاحت بشائره في الأفق بتكوين اللجان العليا والمنبثقة والمُنْبجسة والمنفلقة التي لا تُرى إلّا بعيون رجال الشرطة المجرّدة والمتجرِّدة حفاظاً على أرواح الخلق من الموت دهساً تحت عجلات سائق لم ينهل من بركة الأسبوع بعد، ربما كرّس بعض زملائي الأماجد من أيّام (الشرق)، المنصرمة، أسبوعاً (للشيوخ) العربي! قد تسأل يا صاحْ، عن علاقة المرور بالشيوخ، وقد تكون الإجابة، بأن كليهما: المرور والشيوخ، قد يقتلانك في الطرقات، أو يترصدانك في قصرك المشيَّد، كما تفعل بعض سلالات السيارات التي توقظك من نومك ثم تستأذنك ولا تنتظر منك جواباً لهدم البيت على أم رأسك! ربما من أجل ذلك، جاءت حملة أسبوع الشيوخ العربي حفاظاً عليك من الموت دهساً تحت عجلات فتوى متهورة! هل هي الصدفة وحدها التي جعلت من الشيوخ في مرمى الرشق بالأحبار طيلة أسبوع؟! من الشيخ ومن العالم ومن رجل الدين؟! هل رجل الدين توصيف وظيفي مثل رجل الأعمال ورجل الفضاء ورجل الإطفاء، وليس بمنجاة من النقد والقدح والاستيضاح و(العذاب)؟! خلّي بالك، بعيداً عن الحكاية والدنيا (جمعة).. قيل للحطيئة وهو على فراش الموت: أوصِ يا أبا مليكة فقال: اخبروا الشماخ أنه أشعر العرب! فقيل أوصِ للمساكين، قال: أوصيهم بالإلحاف في المسألة. قيل: أعتق عبدك فلاناً. قال: هو عبدٌ ما بقي على ظهر الأرض وعتيقٌ إذا صار في بطنها! قيل: أوصِ لأبنائك، قال: مالي للذكور دون الإناث. قالوا: إن الله لم يقل كذلك. قال: أنا قلت كذلك! قيل: أوصِ للأيتام، قال: كُلوا أموالهم وأنكِحوا أمُهاتِهم، ثم قال الحطئية: احملوني على حمار، فإنه لم يمت عليه كريم قط!