نقلت إليّ قارئة حيرتها عن: كيف يفلتُ الرجال من رقابة حكومات الزوجات المحلية، منخرطين في سلك زواج الشغار والرهط والاهتجان والاستبضاع والمسيار والتسفار والتلفاز؟! فهمت من حواشي رسالتها، أن الرجل المعني من المهزومين عاطفياً (ستة صفر)، يشكو ضيق شرايين الحنان وسوء التغذية، نصيبه من لجنة الاختيار للزوجة العامة، امرأة (إذا عاينَ الشيطان صورة وجهها/ تعوّز منها حين يمسي ويصبحُ)! كانت إحدى جاراتنا تزعم بأنها بصّاصة ماهرة، فجند لها بعلها بالزوجة (القاضية) فتبدّد زعمها هباء منثوراً. أسرّت إليها (مباحث الحارة) بأن بعلها على علاقة بأنثى (إذا أقبلت رعت الناس حُسناً/ وإن أدبرت قيّدت العيونا)، وسيلتقيها في تمام الخامسة حُباً من مساء اليوم، و(الحقي بوّظي عليه الشغلانة)! تلقّفت الزوجة نصفها (المُر) عقب عودته من العمل فرحانَ جزلاً وطلبت توصيلها لأمها (عند الخامسة مساء)! فكّر الزوج وقدّر، و(ليه الساعة خمسة بالذات)؟! ولأنه كان صاحب حيل وأفانين، تلمّس من عينيها ريبة، فتلمّظ دهاءه وتأبط سيارته بعد أن ركبت (البعلة) جواره مثل شرطي مُجازف يقود سائقاً (مفحّطاً) إلى المخفر. عند مرور الزوج بالمكان الذي تنتظر فيه حبيبته، قال لزوجته مداعباً: (إيه رأيك أشاغل الزولة دي)؟! ولأن (البعلة) كانت في نشوة من نصرها، لم تتبيّن خُبثه، فأخرج الرجل رأسه من شبّاك السيارة وقال لحبيبته: (انتظري مكانك، أوعك تتحركي، دقايق وأجيكي راجع)! ولإهالة التراب على الظنون، ثرثر الزوج كثيراً مع (بعلته) عن ترصد المومسات بسائقي السيارات والوضع الاقتصادي السيء لبوركينا فاسو، وتهديد العواصف لشواطئ كليفورنيا حتى زجّ بها في بيت أمها وعاد لتشغيل جهاز حبيبته في وضع (الحبُ)، من وضع الانتظار!