أبدأ موضوعي بهذا السؤال الجاثم في صدري منذ زمن:»هل يعقل أن نتجاهل إبداع المبتدئين ؟!» وأستهله بعتبٍ شديد النبرة على كل من له دور في عدم إظهارهم (فأسرّها في نفسه ولم يبدها لهم) متمنيًا توبته وأوبته عاجلاً غير آجلٍ قبل أن يستفحل داء التجاهل، فيصبح المبدعون المبتدئون أداةً بيدٍ غير مسؤولة، ولات حين مناص! تجاهل المعلمين والآباء للأطفال المبدعين، يجب أن يصنّف في درجة الفساد الإداري، لأن المسؤول المتجاهل لهذه الكوكبة المبدعة، ثبّط همم جيلٍ قادمٍ، بل وأودى بمصير أمةٍ إلى مكان متأخر – كالعادة – بين الأمم. المبدع المبتدئ، إن لم يجد من يلّم شتات أفكاره، ويقوّم اعوجاجه، سيكون إمّا جامدًا في مكانه، مكبوتًا أو ضالاً في غشاوة الرؤية والحقيقة، مترنحاً بفكره عن يمينٍ وشمال. ونلاحظ اليوم حولنا أمثال هؤلاء الذين يسيرون وفق هواهم، طلباً للشهرة حيناً، ولتفريغ ما لديهم حيناً آخر، دون أن نجد من يحتويهم. المدرسة لها دورٌ أكبر لا ينبغي تجاهله، ولا تناسيه، في احتواء المبدعين المبتدئين، وفي ضبط سلوكياتهم وتوجيهها وفق أسسٍ سليمةٍ، يعود نفعها على البلاد والعباد.