هل يعقل أن نتجاهل إبداع المبتدئين

أبدأ موضوعي بهذا السؤال الجاثم في صدري منذ زمن، وأستهله بعتبٍ شديد النبرة على من له حقُ دورٍ في إظهارهم (فأسرّها في نفسه ولم يبدها لهم) متمنيًا توبته وأوبته عاجلا غير آجلٍ قبل أن يستفحل داء التجاهل فيصبح المبدعون المبتدئون أداة تحت تصرف أيدٍ غير مسؤولة ولات حين مناص . هذا التجاهل المقصود يجب أن يصنف في درجة الفساد؛ لأن المسؤول المتجاهل لهذه الكوكبة المبدعة ثبّط همم جيلٍ قادمٍ بل وأودى بمصير أمةٍ إلى مكان متأخر بين صفوف الأمم . المبدع المبتدئ إن لم يجد من يلّم شتاته ويقوّم اعوجاجه سيكون إمَّا جامدًا في مكانه مكبوتا، أو ضالاً في براري الرؤية والحقيقة مترنحا بفكره عن يمينٍ وشمال ، ونلاحظ اليوم حولنا أمثال هؤلاء الذين يسيرون وفق هواهم طلبًا للشهرة حينًا ولتفريغ ما لديهم حينًا آخر دون أن نجد من يحتويهم .
المدرسة لها دورٌ أكبر لا ينبغي تجاهله ولا تناسيه في احتواء المبدعين المبتدئين وفي ضبط سلوكياتهم وتوجيهها وفق أسسٍ سليمةٍ يعود نفعها على البلاد والعباد .
إبراهيم عبده النجمي - جازان