لا يمكن بأي حال تجاهل القيمة المعنوية والأخرى المادية للجوائز كداعم ومحرض على الإبداع ومدى إسهامها في تكريم كل من استحق التكريم، وللمضي قدما بالحديث اختزالا واختصارا..فما يزال يتصور البعض أن قيمة الجائزة ما تزال تسير في اتجاه أحادي من الفائز إلى الجائزة، إلا أن الحقيقة – كما أتصورها – خلافا لهذه الأحادية فتلك جوائز مضت.. إذ إن الواقع يشير إلى أن هناك اتجاهاً آخر وصدى يصنعه المستحق (الحقيقي) للجائزة مما يجعله إضافة ومقوما من مقومات تنامي مكانة الجائزة ويضيف إليها بريقا خاصا يضاف إلى بريق إضافة الفائزين إليها. بهذين الاتجاهين يضاف إلى الجائزة بوصفها قصب سبق للمبدعين، قصب سبق آخر، يتمثل في قدرة القائمين على الجوائز بالفوز بقصب السبق بين الجوائز الأخرى، والذي يتمثل بطبيعة الحال في الفائز نفسه، سواء كان شخصية اجتماعية، أم شخصية اعتبارية من المؤسسات والمنظمات المختلفة. كثيرة هي الأمثلة الواقعية في هذا السياق.. إلا أنه ربما كان تنازع قصب السبق بين الجوائز الكبرى ، يأتي تفردا حينا وترادفا حينا آخر، عطفا على تراكمية دوراتها وعراقتها ومصداقيتها..إلا أنك لا يمكن أن تجد كفة راجحة.. بل لا وجود في الأصل لميزان يمكن مقاربة الكيل به عندما تأتي جائزة أقل تالية لجائزة أكبر منها مكانا أو مكانة، فحينها يصعب على ركب الجائزة التغني بقولهم: وكم تاليات مفحمات السوابق!