• يبدو جبل نهران كشراع سفينة تمخر عباب السحاب.. الجبل/ السفينة راسٍ، والسحاب المسافر مجرد زائر عابر.. بعد الرياح المثيرة للغبار تنفلق السماء عن رحمة المطر فلا يعود هناك عوالق تقذى بها العين. هذه عسير التي قال عنها عبدالله فيلبي: «لقد أعطتني أبها وأنا أرحل عنها مذاقا مختلفا للجزيرة العربية»! • «إن الرائد لا يكذب أهله»، هكذا جاء في الحديث الصحيح، وهكذا أتحرى متابعة الحدث، أنا الذي لا تزال أظافر أصابع قدمي تشهد باجتراح الحجارة السوداء التي تكسو المكان لنعومتها.. أدلى الجميع بدلوه من باب: «لا خير فينا إن لم نقلها..»، وفي دلوي رشفات عذبة أتمنى أن تروي الصادين إلى سكينة السلم الاجتماعي وأخذ استراحة من قلق الحدث.. وليستفيق من يريد: (أن تكون حالة الطقس: رؤية غير جيدة على عسير!). • (ميزان الاعتدال) في المسألة – ورحم الله الإمام الذهبي الذي صاغ هذا المصطلح – يكون بمقابلة صور المشهد وتوسيع مجال الرؤية حتى لا يتذمر البعض من صورة صغيرة تكتنزها حدقتاه، وفي الآن ذاته لكيلا يظن ظان أن الصورة لوحة (بورتريه) تأخذ بالألباب! باختصار: عسير في ربع قرن من الزمان قطعت الجزء الأكبر من (مسافة التنمية) باستحقاق، وأشهد ليس من باب التملق – فالرائد لا يكذب أهله – أنني بالمعاصرة وبمطالعة (عسير بالألوان) أفتخر بقفزات الإنجاز – وللمعلومية ما بين الأقواس عناوين كتب تتحدث عن المنطقة بلغة الإحصاء والرقم والصورة التي يحبذها القراء – أتوسل إليكم أن تقرأوا وتطالعوا صور وطنكم لئلا تقذى عيونكم.. كحلوها بالخضرة والوجه الحسن للمنجزات. • «شفت فيها نفوس وديعة.. شفت فيها قلوب صريعة».. هكذ تغنى فيها طلال ومحمد. والأجمل أن تلك النفوس لا تبطن غير ما تظهر.. هي تلهج بحمد الله ثم الوطن وولاته في مجالسها. • سأجتهد في المقال المقبل على عمل (فوتوشوب) لبعض الصور من ألبومي عن المكان.. من الضروري مقابلة الصور، وتصحيح النظر بين الطول والقصر، الحوار المتمدن يقتضي هذا.